في حين تتبع جميع الدول سياسة فاعلة في محال الابتعاث الدراسي والمنح الخارجية ( الإحصاءات موجودة على الانترنت )، #جاء القرار الصادم الذي أعلنته وزارة التعليم العالي حول إخفاء المنح الدراسية الخارجية لطلاب السلك الأول، الذي أسس على تزلف سياسي لا علاقة له بالتعليم ، وقد يبدو مسيئا أكثر بالرئاسة لربطه قطع المنح الخارجية بها ، وهي التي بغنى عن مثل هذا الإقحام ( غير البريء ) ، كما حمل في تأسيسه وتسبيبه العديد من المغالطات ، منها:
أولا : مغالطة السيادة :
مفهوم السيادة في التعليم هو مفهوم منهجي يتعلق بخاصيتين أساسيتين هما :
1- لغة التدريس التي تستمد صفتها السيادية من حضارة البلد وثقافته وقانونه ، خاصة إذا قنن الدستور لغة رسمية للبلد ، وهو خرق سيادي معاش في بلدنا وجامعاتنا تعليما وتعلما ، حيث يجبر التلاميذ والطلاب والمدرسون على استخدام لغة أجنبية واحدة ، وهو فعلا ما يجب تفعيل السيادة الدستورية لتغييره .
2- المنهج التربوي الذي يعتمد محتواه من دين الدولة وتاريخ الشعب وثقافته وعاداته وحاجاته الحالية في الاختصاصات العلمية واستشراف مستقبله في البحث والتطوير والاكتشاف ، وهو ما يحتاج جهدا كبيرا ، حيث ضارب الشريعة الإسلامية تعوضه الرياضة البدنية ، وحيث ما زالت بعض المواد تدرس بمذكرات مكتوبة في الثمانينات من القرن الماضي .
أما ادعاء السيادة المكانية فهي مغالطة سطحية الطرح والعرض ، فالعلم لا مكان له ، والبحث عنه مطلب حضاري وشرعي ووطني ؛ لذلك يجب توسيع قاعدة المنح وزيادتها.
ثانيا : مغالطة الجودة
لا تحتاج هذه الأكذوبة إلى رد : فأين هي المختبرات ؟ وأين البحوث العلمية ؟ وأين المعامل ؟ وأين الجوائز العلمية ؟ وأين الباحثون ؟
السادة الوزارة : كم هي ميزانية البحث العلمي ومخصصاته ؟
ثالثا : مغالطة الطاقة الاستيعابية :
أمعنت الوزارة في التلاعب بمستقبل المتفوقين ، حيث ستجبرهم على دراسة صورية في مدرجات الإلقاء فيها من طرف الأساتذة والاستقبال فيها من طرف الطلاب ، أشبه ما يكون بمشاهدة كرة القدم من الملعب أو مهرجان شعبي ، وذلك بسبب الاكتظاظ حيث مدرجات تستوعب 500 و 1000 و 2000 ... وهو ما يجعل العملية هزلية إلى حد بعيد .
رابعا : مغالطة
الأعداد
أظهرت الوزارة إحصائية تتبجح بتوفير 1200 مقعد في تخصصات الطب والهندسة والمعلوماتية والتجارة ، #إلا أن الوزارة تجاهلت ذكر عدد الناجحين الذي يقارب العشرين ألفا ، مما يعني أن البقية سيتركون لمواجهة مصيرهم بأنفسهم
خامسا : مغالطة الأهداف
يهدف هذا الإجراء فعلا إلى :
- تحويل مخصصات المنح لصفقات بحوالي ( 2.5مليار )
- منح أبناء النافذين غير المتفوقين بطريق ملتوية
- تكريس الفوارق الإجتماعية الحالية
خلاصة الإجراء :
1- المتضرر الوحيد من هذا الإجراء هم المتفوقون من أبناء الفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على تأشيرة ولا يملكون ثمن تذكرة ولا قدرة لهم على توفير سكن في الخارج .
2- المستفيد الوحيد من هذا الإجراء هم أبناء الوزراء والنواب والضباط والتجار وكبار الموظفين الذين سيجدون مقاعد التسجيل في الخارج خاوية وفارغة لأبنائهم غير المتفوقين ، ولا مشكلة لديهم في التأشيرات والتذاكر والسكن..!!!!!!
3- إنها عملية استيلاء على المقاعد الدراسية بطريقة جشعة وبشعة .
النائب / محمد بوي الشيخ محمد فاضل