الهادي بن محمد المختار النحوي يكتب للرئيس: حل مشكل التعليم يحتاج إلى مراجعات

سيادة الرئيس  محمد ولد الشيخ الغزواني حفظه الله ورعاه وسدد على الخير خطاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 

 

وبعد، 

استهل هذه الفقرات بتهنئتكم بالفوز بمأمورية ثانية سائلا الله العلي القدير أن يبارك لكم ويوفقكم لما فيه خير الدنيا والأخرى لموريتانيا وأبنائها وأن يعينكم ببطانة صالحة ناصحة صادقة تخاف الله في هذا الشعب المسكين ويكون همها المصلحة العامة والسعي الجاد لبناء دولة القانون والمؤسسات وتكافؤ الفرص للرقي سريعا إلى آفاق رحبة للتنمية والبناء الحضاري. 
وتمهيدا لذكر الفكرة الأساسية الأساسية لهذه الفقرات، اعرج على جانب من تجربة سنغافورة التي آلت إلى نهضة شاملة كان عمادها التعليم، وكما تعرفون فالحكمة ضالة المؤمن.
  وهذه باختصار الأسس التي قامت عليها نهضة سنغافورة كما يرويها أحد كبار المسؤولين في تلك البلاد ..
كان دخل الفرد في سنغافورة إبان حقبة الاستقلال ٥٠٠ دولار وكان البلد يعيش مثل الدول الفقيرة في إفريقيا. قرر رئيس وزراء سنغافورة النهضة بالبلاد فركز على التعليم وأقام النهضة على الأسس التالية : MPH
- M : Meritocracy
- P: Pragmatism
- H: Honesty
- يعني الأساس الأول أو الدعامة الأولى الاستحقاق أي أن التعيين في الوظائف إنما يكون بحسب الكفاءة والقدرة والتميز في الأداء والعطاء، فابتعد السنغفوريون عن تعيين الأقارب والأصدقاء لأنهم يريدون بناء بلدهم بأفضل الكفاءات، وهذه قاعدة إسلامية أصيلة { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }. 
- والأساس الثاني هو البرجماتية وتعني الانفتاح على جميع الأفكار الإيجابية العالمية فإذا وجدوا ما يفيدهم في النظام الاشتراكي أخذوا به وإن وجدوا جوانب إيجابية في الرأسمالية طبقوها وهذا أيضا مبدأ إسلامي عظيم "الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا " ،  قال تعالى:  ((وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا )) .
- اما الأساس الثالث فهو الأمانة والبعد الكامل عن الفساد وأسبابه، فمثلا سجنت الحكومة السنغافورية في إحدى المرات نائب وزير ليس لأنه سرق مالا عاما وإنما لأنه ذهب في إجازة على حساب أحد رجال الأعمال، وهذه ممارسة رائعة لردع الفساد لأن هذا المسؤول قد يحابي رجل الأعمال هذا ويقدم له خدمات لا يستحقها فيضر  بالمصلحة العامة . أرادت الحكومة في سنغافورة بذلك أن تبين للناس أنها تبدأ بمحاربة الفساد على مستوى كبار المسؤولين وليس على مستوى الصغار فحسب، وهذا المنهج- معاقبة الصغار وترك الكبار - هو الذي جعل الدول المتخلفة تزداد تخلفا. وهذا كذلك مبدأ إسلامي أصيل قال تعالى: (( ولا تفسدوا في الأرض )) ، وورد في الحديث الشريف: ( إنما أهلك  الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).
بتطبيق هذه المبادئ نهضت سنغافورة وحصلت على شهادة تخرج بامتياز من فئة الدول المتخلفة لتتبوأ مكانا مرموقا بين الدول المتقدمة، فارتفع دخل الفرد في سنغافورة من ٥٠٠ دولار  إلى عشرات الآلاف من الدولارات.
كان السر في نجاح نهضة سنغافورة هو تركيزهم على التعليم.
وقد وثق رئيس وزراء سنغافورة السابق، لي كوان، هذه التجربة في كتاب- مذكراته- يستحق القراءة: "قصة سنغافورة".
يقتضي السعي للاستفادة من هذه التجربة القطيعة الكاملة مع الفساد ومع الذين درج الناس على وصفهم بالمفسدين وقد وعدتم بذلك وتلك هي الخطوة الأساسية لبناء الدول ولضمان ازدهارها الاقتصادي ومفتاح ذلك كله معالجة أزمة التعليم.

 

التعليم مفتاح الحضارة

ولعل عقبة الباكلوريا وتدني نسبة النجاح فيها في بلدنا تمثل احد العناوين الرئيسة لأزمة التعليم،
فالتعليم هو مفتاح بناء الحضارات وهو مرقاة ازدهار الأمم، إن لقي الاهتمام المطلوب كما وكيفا، لأنه الدعامة الأساسية للتنمية الشاملة المستتدامة كما أن إهماله وتردي أوضاعه وعدم وضوح أهدافه ينذر بحالة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي لا تثمر سوى التخلف والتراجع عن ركب الحضارة.
نعم لابد من قياس مدى استيعاب الطلاب للبرامج والمناهج التعليمية التي أعدت لهم ويتطلب ذلك وجود آلية مجردة موضوعية ومرنة تنصف المجتهدين والجادين. والآلية المتبعة اليوم في جميع أنحاء العالم تقريبا هي الامتحانات والاختبارات..
وسنة الحياة تقتضي أن ينجح المجدون ويسقط الكسالى وأصحاب الأماني من غير عمل. ( وما نيل المطالب بالتمني...).
والأصل عادة، كما هو الحال في معظم دول العالم، أن الناجحين يمثلون أغلبية المتقدمين وفي أسوإ الأحوال يمثلون حوالي النصف. 
ومن الخطأ البين ان تتحول الامتحانات  إلى منهج ترهيب  وتوتر نفسي أو وسيلة للتعجيز والإقصاء والإحباط. 
إن أول درس يمكن أن نستخلصه من تدني نسبة النجاح في الباكلوريا في بلدنا (أقل من 8% في سنوات سلفت) هو وجود خلل كبير قد يعزى لأسباب متعددة يمكن ان نتصور من بينها :  ضعف المنهج أو ضعف الأساتذة أو تدني مستوى الطلاب أو تواضع الوسائل المتاحة للعملية التربوية أو فشل الإدارة من أعلى سلم الهرم التعليمي إلى أدناه..أو عدم وجود رؤية لتطوير التعليم 
فإذا كان الخلل في المنهج فلا بد من مراجعته وإذا كانت المشكلة في الإدارة فيتعين تغييرها ومراجعة اسس ومعايير الاختيار وإذا كانت المسألة مسألة وسائل فيجب تأمينها.
وهل السبب  هو ضعف ذكاء طلابنا؟ لا أظن ذلك .
وهل هو من ضعف أداء المعلمين والتربويين، قد يكون بعض ذلك ولكن قبل أن نلوم المعلمين والأساتذة والمربين والقائمين على المؤسسات التربوية علينا أن ننظر إلى ظروفهم، هل هيأت لهم الدولة ما يؤمن لهم الحياة الكريمة للتفرغ لرسالتهم التربوية النبيلة ؟. 
ولحل هذا المشكلة يتعين على الدولة أن تضاعف رواتب المعلمين والأساتذة والطاقم التعليمي عموما 3 مرات على الأقل ليضمنوا المستوى الضروري والحاجي من أمور حياتهم وإن دخلوا في دائرة  التحسيني فذلك أفضل، عندها يمكن للدولة محاسبتهم بناء على قاعدة الغنم بالغرم.
وهل السبب هو تدهور البنى التحتية للمؤسسات التعليمية ؟ الشواهد توضح ذلك فينبغي على الدولة بناء مؤسسات تعليمية بالجودة المطلوبة لتأمين بيئة تربوية مناسبة.
ومما يثار أحيانا ان سبب المشكلة  هو عدم قدرة مؤسسات التعليم العالي على استيعاب أعداد كبيرة من خريجي الثانوية العامة لكن  هذه القضية يمكن حلها إما بتحديد معدل معين للولوج إلى الكليات أو تنظيم مسابقات لاختيار الطلاب الذي يحق لهم التسجيل في كليات ومؤسسات التعليم العالي
ولعل هذه العوامل اجتمعت كلها لتكون النتيجة هذا المستوى المتدني في نسبة النجاح عندنا.
ولكن ليس الحل، حسب تصوري، في التضييق على الطلاب في مناهج التصحيح لتقليل نسبة النجاح لأن ذلك سيخلق مشاكل اجتماعية كثيرة منها إصابة الطلاب بالإحباط والضياع ليصبحوا فريسة سهلة وغنيمة باردة للمجموعات المتطرفة وفي ذلك ما فيه من المخاطر أو يكون مصيرهم الانحراف الأخلاقي  والدخول في عالم المخدرات والطرق الملتوية لجمع المال.
وبذلك تكون المدرسة بؤرة لتخريج المنحرفين بدل أن تكون حاضنة  للتربية والتعليم وتحضير الأجيال للبناء. 
إن من يرى هذا التدني في نسبة النجاح في الباكلوريا في بلادنا قد يستنتج أن القائمين على قطاع التعليم عجزوا عن ابتكار الحلول  العملية لمعضلة انهكت البلد نفسيا واجتماعيا وقد تهدد مستقبله وتفشل خططه وبرامجه التنموية.
فكأنهم لم يدركوا أن الدولة التي صرفت سنوات طويلة على الطالب حتى وصل لمرحلة الباكلوريا ولم تمهد له السبل لتجاوز هذه المرحلة ستخسر خسارة متعددة الأبعاد:
- تخسر الدولة ما أنفقت على الطالب مدة 12 سنة أو أكثر 
- وتخسر الدولة والمجتمع أجيالا من الأبناء لأن الفشل في الحصول على الشهادة سيلقي بهم إلى الشارع. 
- وتخسر الدولة والمجتمع لأن هذا الطالب "الفاشل" لن يكون منتجا بل سيصبح عالة على غيره.
- وتخسر الدولة والمجتمع لأن هذا الطالب "الفاشل" قد يتحول بسهولة إلى طرق الانحراف ويسبب للمجتمع من الأمراض والاختلال ما يقتضي الإنفاق عليه لعلاجه وتحصين المجتمع.
- وتخسر الدولة لأنها قد تقود هؤلاء "الفاشلين " إلى التطرف السياسي والانحراف الفكري.
- وتخسر الدولة لأنها ستفقد ثقة أجيال من أبنائها بها، إذ أنهم سينظرون إلى الدولة على أنها دولة نخبة أو فئة معينة فمن كان "ذكيا" أو صاحب حظ أو صاحب وساطة يمكنه أن يعيش فيها أما من لم يحالفه الحظ فلا نصيب له فيها وليس له إلا العيش على الهامش أو ركوب المخاطر والهجرة بعيدا عن الوطن..
- وتخسر الدولة والمجتمع لأنه كان بإمكانهم منذ البداية أن يوجهوا هؤلاء الطلاب إلى عمل منتج يناسب قدراتهم وهواياتهم أو إلى التعليم المحظري الذي من أهم مزاياه عدم وجود عقبة الامتحانات لأنه يعتمد على التضحية والصبر وطول النفس وعدم انتظار الشهادة.
قد يرد التربويون أو القائمون على التعليم بان مستوى الطلاب متدن وأنهم لم يستوعبوا المنهج،  والجواب هنا بسيط جدا فنجاح الطلاب من أستاذهم ونجاح الموظفين من مديرهم ونجاح المربين من مشرفهم..
وبالنسبة للمناهج فهي ليست صنما يعبد وإنما هي برامج وضعها أناس كانوا يوما ما طلابا وكانت لهم وجهة نظر في المناهج التي وضعت لهم.. فإذا اقتضى الأمر مراجعتها فلا بأس بذلك بل يتعين تغييرها في سبيل مصلحة الطالب والمجتمع والدولة.

إن شهادة الثانوية العامة تمثل محطة أساسية في مسيرة الطالب التعليمية وإن كانت هي في حد ذاته لا تخول الطالب أي فرصة تذكر،  وهذا لخصته العبارة المعروفة : من حصل على الباكلوريا فليس لديه شيء ومن لم يحصل عليها فليس بشيء.
فهل يعقل مثلا إن يقضي الطالب حوالي عشرين سنة من عمره يدرس وتضيع جهود الدولة وما أنفقت عليه لأنه لم يتمكن من النجاح في شهادة الثانوية العامة، فقد بلغ بعض طلابنا الخامسة والعشرين من العمر وهم يحاولون  ويعيدون المحاولة للحصول على هذه الشهادة.
وأذكر هنا على سبيل المقارنة الفرق بين منهج الثانوية العامة في بلدنا مع الدول الأخرى أن النجاح في الثانوية العامة في المشرق والخليج  لا يشكل مشكلة أو هاجسا للطلاب فنسبة النجاح في بعض دول الخليج  تصل عادة الى 95% بل قد تزيد، فأين نحن من هذه النسبة؟.
ومن الفروق الأساسية كذلك أن الطلاب في الخليج والمشرق يدخلون إلى الامتحان أقل توترا وأكثر راحة نفسية مقارنة بطلابنا. 
وأعرف بعض الطلاب الموريتانيين الذين حصلوا على شهادة الثانوية العامة من بعض الدول العربية  وشقوا طريقهم في الحياة العامة وحصلوا على شهادات عليا ووفروا عليهم القلق والتوتر بل الضياع الذي قد يصيب أضرابهم من المتقدمين للثانوية العامة في موريتانيا.
ولمواجهة هذه المعضلة هذه جملة مقترحات أرجو أن تسهم في حل هذه المشكلة  حتى لا نقول المصيبة، نسأل الله السلامة والعافية من الآفات:
- مراجعة المناهج التعليمية بصورة جوهرية
- مراجعة معايير التصحيح وقبل إكمال تلك المراجعة  يتاح الدور الثاني لكل طالب يحصل على 5/20 فما فوق.
- أن يكون الدور الثاني كما كان سابقا بعد نهاية العطلة الصيفية لاعطاء فرصة للطلاب للمراجعة
- أن لا يعيد الطالب الاختبار في المواد التي نجح فيها وإنما يختبر فقط في المواد التي لم ينجح فيها وذلك ليتمكن من التركيز عليها فلا فائدة من إعادة الاختبار في مادة نجح الطالب فيها.
- إلغاء نظام "الإقصاء" لما يتميز به من عدم العدل  فمن رسب في مواد أساسية وتمكن من التعويض في مواد أخرى فليس من العدل إقصاؤه.
- أن تمنح شهادة الثانوية العامة "مجانا" لكل طالب أعاد الامتحانات لأربع سنوات متتالية، إن حصل على نتيجة معقولة تقدر حسب الظروف. 
- أن تمنح فرصة للذين لم يحالفهم الحظ لسنتين متتاليتين وكانت معدلاتهم فوق 7 نقاط  من خلال إحداث برنامج تحضيري للجامعة تدرس فيها بعض المواد الأساسية المرتبطة بالتخصص لمدة ستة أشهر او نحو ذلك ويخضع الطالب في نهاية الفترة إلى اختبار (غير تعجيزي) في تلك المواد فإذا نجح فيه يسمح له عندها بالالتحاق بالجامعة.
- مراعاة الأحوال الطارئة التي قد تصيب بعض الطلاب من مرض بدني او نفسي أو ظروف اجتماعية قاهرة .. وهذه النقطة قد تثير بعض الصعوبات لكن قد يستعان ببعض الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لدراسة مثل هذه الحالات.. فقد يكون الطالب متميزا لكنه يتغيب عن الاختبارات لظروف قاهرة فالعدل يقتضي إنصافه والنظر إليه بعين الرحمة ومنحه فرصة بأسئلة جديدة غير تلك التي وزعت على الطلاب ضمانا للعدل والمساواة بين الجميع.
- فتح معاهد متوسطة للمهن والحرف لتمكين  من لم يحالفهم الحظ من الاندماج في الحياة العامة حتى لا يبقوا عرضة للإحباط والضياع. 
وتقريبا للصورة لنقارن نسب النجاح في شهادة الثانوية العامة في بلادنا مع نسب النجاح في بعض دول الجوار ودول أخرى:
نسب النجاح في العام الدراسي 2023- 2024:
البحرين.        96%  
قطر               95%
الكويت.          89 %
المغرب        67.8%
تونس          42.2%
ساحل العاج  32%

السنة الدراسية 2022- 2023
السعودية      95.5%
سلطنة عمان  80.7%
مصر             78.8%
ليبيا             62.5%
السنغال       51.5%

فرنسا         90.9%

أما موريتانيا فكانت نسبة النجاح فيها أقل من 8% خلال سنوات مضت وإن كانت تحسنت في السنة الماضية لتزيد على 12%  بين الدورة الأولى والدورة التكميلية، ومع ذلك تبقى هذه النسبة متدنية.

 

معالجات استثنائية

من الأمثلة المثيرة للانتباه التي يمكن أن تذكر في هذا السياق، ما اعلنه الملك الحسن الثاني رحمه الله سنة 1987 عن عزمه تغيير نظام الباكلوريا، بل إنه  توعد بحذفها نهائيا من منظومة التعليم لاعتبارات عديدة سردها في الخطاب ذاته، أبرزها أن «البكالوريا اليوم ليست هي البكالوريا التي عرفناها قبل عشرين أو ثلاثين سنة بالنسبة إلى النماذج والطرق القديمة، الامتحان في هذه المحطة شيء صعب، لأن الإنسان مخلوق من دم ولحم ومن طبيعة بشرية تتأثر بالمؤثرات. هل من حقنا أن نحكم على تلميذ في يوم كذا من سنة كذا، أمام الورقة البيضاء وفي جو مرهب مشجون؟ هل من حقنا أن نقرر مصيره بما أحرزه من نقط ومعدل، في يوم واحد أو في يومين؟»، حسب ما ورد في كتاب «أقوى الأحداث التي طبعت تاريخ المغرب».
ومنذ سنة 1987، تم تغيير نظام امتحانات البكالوريا ست مرات في المغرب، وكان الحسن الثاني يقول إن التعليم مثل الفلاحة تجب إعادة النظر فيه كل خمس سنوات. 

 

إكرامية من رئيس الجمهورية

سيادة الرئيس حفظكم الله،

كما تعلمون فإن تدني مستوى التعليم أصبح منتشرا في كثير من دول العالم ونحن لا نختلف عن الدول التي تعاني من مشاكل في قطاع التعليم سواء في الجوانب التربوية أو الإدارية أو نقص الوسائل لكننا نختلف عن معظم دول العالم في نسبة النجاح في شهادة الثانوية العامة بفارق كبير أوضحته الأرقام السابقة.
وبما أن حل مشكل التعليم يحتاج إلى مراجعات وتخطيط ووضع استراتيجيات وفترة زمنية طويلة للوصول إلى النتائج المطلوبة فإلاقترح المطروح على سيادتكم ، ونحن في ايام اختبارات الباكلوريا، هو النظر، بصورة استثنائية، في رفع نسبة النجاح في شهادة الثانوية العامة وذلك بإصدار قرار بمنح كل الطلاب المتقدمين لشهادة الثانوية العامة ما بين 3 - 5 درجات زيادة على درجاتهم المستحقة، مثلما منحتم زيادات في الرواتب ووجهتم بخدمات اجتماعية أخرى مفيدة، فهذه الزيادة في الدرجات ستكون لها فوائد متعددة سواء بالنسبة للطلاب وللنظام التعليمي بشكل عام فضلا عن انها سترفع من معنويات الشباب في مأمورية الشباب، على أن توجهوا سيادتكم بدراسة المشكلة من قبل المختصين لوضع الحلول المطلوبة لتقترب نسبة النجاح في بلدنا من  50%، إن لم يكن أكثر من ذلك، ولم لا والطالب الموريتاني معروف بالذكاء والتميز.
أما الاستيعاب في مؤسسات التعليم العالي فتلك مسألة أخرى ويمكن وضع معايير محددة للقبول في الجامعات والمعاهد، كما ذكرنا آنفا، ومن لم يجد فرصته من الطلاب فإن اجتيازه لعقبة الباكلوريا، إذا ساعدته الدولة على ذلك، سيمكنه من السعي بعد ذلك بجهده الخاص لمواصلة دراساته الجامعية.

 

والله يحفظكم ويرعاكم ويعينكم على مسيرة البناء والنماء.
 

 

 هذا والله ولي التوفيق.

الهادي بن محمد المختار النحوي 

اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء
رب اغفر لي ولوالدي ولوالديهم ولجميع المسلمين 
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحيه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

جمعة, 12/07/2024 - 17:23