لعبة فرقاء.. وشعب يعاني ويتفرج

يقال أنه في زمن الرئيس السابق معاوية ولد الطائع وقفت امرأة شاحبة وسط مهرجان منظم من طرف الحملة الرئاسية للسيد محمد محمود ولد اماه وقالت بأعلى صوتها " عاش معاوية " فرد عليها ولد اماه بقوله " لكنك أنت للأسف لم تعيشي " ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الحكاية تلعب دورها في الأدب السياسي الموريتاني ، بل إنها أسست لقاعدة الحياد الإيجابي أوالتفرج الشعبي على المشهد السياسي إذا كانت اللعبة في جوهرها تخدم الفرقاء السياسيين لوحدهم دون أن يستفيد الوطن والمواطن .
 
ومن هنا فلا غرو إذا كانت الجماهير غير مكترثة بما يدور هذه الأيام  من تنابز وضجيج بين المترشحين  لرئاسة الجمهورية  لسنة 2024 ' لأن شعبنا قد أدرك بحسه الوطني وتجاربه المرة في مجال  الانتخابات أن ما يجري في الحال هو مجرد لعبة عبثية حان وقتها  ' وعادة تبقى محسومة لصالح  الجهة التي تمتلك قوة إشهار سيوف قطع الأرزاق ووسائل الإغراء المادي والمعنوي.
لذلك فإن الغاية القصوى للعديد من المترشحين في هذه الانتخابات هي الحصول على نسبة من الأصوات يمكن ترويجها مستقبلا في سوق السياسة دون أن تكون عاملا حاسما للجلوس على كرسي الرئاسة ' وهذه هي  الأخرى خديعة للشعب لا تقل خطورة عن مبادرات تزلف المفسدين'  واستمرار النهب والتغول ضد شعب يعاني'  ليظل الحال على ما هو عليه مع أنهم يدركون أنهم يسعون "لفتح باب مفتوح " ويؤكدون المؤكد ' بسبب أن وسائل الدولة كلها في جهة واحدة .
وفي ظل هذا الواقع وخياراته المرة فليس من الغريب  إذا استحضر البعض أن "أفعال العقلاء  وألسنتهم مصونة عن العبث" وأنهم كذلك يقولون "‏إذا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل". 
خصوصا أن الانحياز للشعب في أحلك لحظاته " له ما بعده" وحتى  بعد حين.

 

جمعة, 14/06/2024 - 19:51