مواطن مالي: دخلت من المعبر البري مع موريتانيا دون مضايقات او تعقيدات

منذ أيام تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أخبار عن "إغلاق الحدود البرية بين جمهورية مالي والجمهورية الإسلامية الموريتانية" على إثر تصاعد الأوضاع الأمنية قرب تلك الحدود، قبل أن أقف شخصيا على معبر گوگي الحدودي (الصورة المرفقة)، وأرى حقيقة الأمر بعيني وأقابل المسؤولين من الجانبين.

سارع ناشطون من موريتانيا (غالبيتهم يعيشون في الخارج)، إلى مشاركة أخبار وحتى التحليلات عن إغلاق الحدود بين البلدين، مؤكدين أن "الأزمة دفعت دولة مالي إلى إغلاق حدودها بعد مقتل موريتانيين في الحدود". وقام نشطاء آخرين لكن هذه المرة من دولة مالي، لكن القاسم المشترك هو أنهم يعيشون أيضا في الخارج ويقولون إن الإجراءات الحدودية بسبب دعم موريتانيا للجماعات المسلحة التي يصفونها بالإرهابية والذين حسب قولهم ينشطون على الحدود ويدخلون موريتانيا للتحصن.

لكن مصدر رسمي من داخل گوگي (جهة مالي) أكد عدم صحة المنشورات المتداولة على مواقع التواصل في ذلك الشأن. والحقيقة أننا قطعنا تلك الطريق بدون أية مشكلة وأن الحدود مفتوحة أمام المسافرين، ولكن "يجب أن تكون لديهم هوية ثبوت واضحة المعالم تجنبا لتسلل الجماعات المسلحة" وفقا لذات المصدر.

في المقابل الجانب الموريتاني قال: "لا صحة لما ورد بشأن إغلاق الحدود"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك "مشاكل بسيطة ناجمة عن الوضع الأمني في الجانب الآخر". مؤكدا أن هذه المشاكل البسيطة تخص الموريتانيين أنفسهم، وليس الماليين. وهذا يعني أن الحدود الموريتانية مفتوحة أمام الماليين لأن موريتانيا موطن لأحد أكبر المخيمات في أفريقيا، حيث يعيش عشرات الآلاف من الماليين، ولا يمكنها إغلاق الطريق أمامهم إلى هذا المخيم.

أما الموريتانيون، فتحاول السلطات الأمنية في بلدهم منعهم من العبور إلى مالي، خاصة في المناطق الحدودية التي فرّ منها حتىّ سكانها خوفا من تدهور الوضع الأمني. كذلك نفت تلك المصادر الرسمية حتى اليوم وجود تأشيرة بين البلدين،

ما يوجد هو وثيقة عبور فرضتها موريتانيا منذ سنوات على الأجانب الذين يدخلونها عبر منافذها البرية في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وهذه الوثيقة لا تستخرج لمن لا يحمل أوراق ثبوت هوية صالحة. بناء على كل ماسبق، لا توجد أزمة حدود بين مالي و موريتانيا، فقط هناك مجموعة من الماليين والموريتانيين المقيمين في الخارج يحاولون خلق أزمة بين البلدين ونفس الأشخاص يقودون منذ أشهر حملة لخلق نفس المشكلة بين الجارتين مالي والجزائر لأسباب لا نعرفها بعد.

 

حسين أغ عيسى

أربعاء, 24/04/2024 - 09:59