لفت انتباهي الحملة الكبيرة التي يقام بها هذه الأيام لحرمان أهلنا المتعففين في الوطن من زكاة الفطر، فكيف يمكننا ان نترك فقراءنا في حالة بؤس وفاقة يوم العيد، وهم الذين اعتادوا على هذه اللفتة في ذلك اليوم ، ومن المعروف ان بعض فقهائنا افتى بأن الزكاة تُملك، بمعنى انه لا يجوز لاحد كان يعطي زكاته لشخص كل سنة، ان يغير ذلك مامدام ذلك الشخص محتاجا لها، اما زكاة الفطر فلها حالة خاصة فهي شُرعت لتحسين وضع المحتاجين لها في ذلك اليوم.
إن الأصل في إخراجها من قوت البلد فيه حكمة لكي لا يتم نقلها عن فقراء البلد.
قال العلامة الكصري بن محمد بن المختار بن عثمان الايديلبي، في فتوى له حول نقل زكاة الفطر: " وأما نقلها، فالحكم فيه ما أشار اليه علي الاجهوري بقوله في نوازله: " وأما نقلها فقال في اللباب: و محل اخراجها اي زكاة الفطر في موضع المالك، فإن لم يكن في مكانه محتاج، ففي أقرب المواضع اليه. وعبارة عبد الباقي في ذلك: فإن لم يوجد يعني الفقير و المسكين ببلدها." مجموعة الفتاوى للدكتور يحيى ولد البراء، المجلد ٦، ص ٢٣١٨.
ولا شك أن في مدينة نواكشوط وحدها عشرات الآلاف من اخوتنا يعيشون حالات من الاحتياج والفقر ليست في مكان آخر، فلماذا نحرمهم وهم ينظرون....
ومن المعروف أن الزكاة عموما هي وسيلة فرض الإسلام بها الاشتراك في الثروة بين فقراء واغنياء اهل منطقة واحدة، ومن حكمة الإسلام في ذلك تقوية اللحمة الاجتماعية التي هي اساس السلم الاهلي، يقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث معاذ : تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم ".
فعلينا أن نقدم زكاة فطرنا لاقرب محتاج من حينا.