أول القواسم المشتركة بين أحزاب التكتل والتحالف الشعبي التقدمي واتحاد قوى التقدم أنها مرتبطة عند العامة بأسماء قادتها حزب أحمد وحزب مسعود وحزب ولد مولود.
القاسم الثاني أن الفشل في اي انتخابات لن يؤدي لتغيير القيادة لأن هنالك قاعدة فكرية تجمعهم، ألا وهي أنهم محبوبون وأن الشعب يريدهم وأن أي فشل في الحصول على أصوات سببه إما تزوير فاضح أو نقص في وعي الشعب او مزيج من الأمرين، وفي جميع الحالات فمن الحكمة في رأيهم الاستمرار في القيادة حتى ينتهي التزوير او يرتفع وعي الشعب، غير عابئين بفكرة مراجعة النفس وتقويم الأخطاء ومنح الفرصة لآخرين، ولا بالهوة الفكرية بين قيادات ولد معظمها في زمن الحرب العالمية الثانية وعاشت زهرة شبابها أيام الاستعمار مع مجتمع أكثر من نصفه من مواليد ما بعد سنة 2000 ولا مبالين بعوامل الزمن من شيخوخة ومرض.
القاسم الثالث أن هذه الكيانات الثلاث تتضائل نتائجها سنة بعد أخرى وأن احزابا أسسها أشخاص انشقوا من هذه الأحزاب أصبحت تحصل على عدد معتبر من المقاعد في الوقت الذي حققت أحزاب - الزعماء الثلاتة - مجتمعة في الانتخابات رقم صفر مقعد برلماني وصفر بلديات.
المشكلة أن الحكم الفردي دمر دولا قوية وإمبراطوريات ، أوصل تشبث موبوتو زائير الغنية الى حد الثمالة بأثمن المعادن الى المجاعة وأدى إصرار الأسد على حكم سوريا الخير الى أن أصبحت بوركينا فاسو دولة مزدهرة قياسا بها، وقاد تتشبث صدام بحكم العراق للخراب الشامل وهلاك الملايين من البشر، فكيف تتصورون أن تكون نتيجة التشبث بالمقاعد في أحزاب سياسية لعشرات السنين في موريتانيا؟!
يؤسفني أنني أعرف أشخاصا ضاعت أعمارهم وافتقروا وخسروا صحتهم بل وحياتهم وهم يكافحون في ظل هذه الأحزاب ساعين الى التغيير وفي النهاية أدركوا أنهم تورطوا مع اشخاص تحركهم قناعاتهم الراسخة أنهم الأصلح والأفضل والأذكى والأجدر بالقيادة سواء أكانت قيادة الأوطان أو حتى قيادة العدم.