
منذ إشراف الرئيسين الجزائري والموريتاني الخميس الماضي فى تندوف على تدشين افتتاح المعبر البري الحدودي بين البلدين ووضع الحجر الأساس للطريق البري بين تندوف وازويرات ومنطقة للتبادل التجاري الحر، شرعت كبريات الصحف المغربية والمحسوبة على المخزن بشن حملة واسعة للتقليل من الأهمية الاقتصادية والتجارية للمعبر بين موريتانيا والجزائر بل ووصفت صحيفة هسبريس المغربية المقربة من دوائر السلطة تلك المشاريع بالمشاريع الورقية التي تضعف قدرة موريتانيا والجزائر على منافسة المعبر البري الكركرات الرابط بين موريتانيا والمغرب.
ونشرت صحيفة Le 360 المغربية وبعنوان عريض على صدر موقعها: "الجزائر، المختنقة بعزلتها الإقليمية، تلجأ إلى موريتانيا بمشاريع وهمية .. بين الحادث الدراماتيكي والانقلاب الفاشل، كانت هذه الزيارة بمثابة فشل ذريع للجزائر".
فما الذي يقلق المغرب وصحافته من رفع مستوى التبادل التجاري بين موريتانيا والجزائر؟ أليس لموريتانيا كامل الحق والسيادة فى الانفتاح التجاري وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع الجزائر دون أن تعتبر الرباط ذلك موجها ضدها؟
أليس المغرب هو من قرر قبل أشهر وفى مرات متتالية منع تصدير بعض الأنواع من الخضروات إلى موريتانيا (الطماطم والبصل) دون مراعاة لحاجيات أشقاءه فى موريتانيا بحجة إعطاء الأولوية لسوقه الداخلي؟
لا شك أن المعبر الحدودي مع الجزائر سيمكن من تسهيل انسيابية السلع والمنتجات الزراعية الجزائرية الي موريتانيا ودول غرب افريقيا مع انتهاء تعبيد الطريق، وهو ما سيشكل كسرا للاحتكار الذي ظل يحظى به المغرب في تصدير منتجاته إلى موريتانيا وعبرها إلى دول افريقيا المجاورة دون منافس.