لقد حول ولد عبد العزيز موريتانيا ،منذو يوم الأربعاء ،٣أغسطس٢٠٠٥،إلى مجرد "بوتيك"،لنيل المنافع الخاصة ،لنفسه و لخاصته،فى جو من الانتهازية الأنانية العمياء،و هي الآن فى عهد خلفه،مهددة بنفس المصير،و إن كان ولد غزوانى مهما استفحلت حماقاته،لن يتجرأ على نفس الأسلوب و العنجهية و الغبن، و لكن ضعفه السياسي الحالي و تخوفه من الصدام مع ما تبقى من نفوذ ولد عبد العزيز "المتوهم"،قد يسقطه فى أغلاط و مآزق، أخطر مما يتصور،على غرار تعيينه لبعض بارونات المافيا العزيزية،مثل ما حصل للأسف البالغ على اسنيم،تعيين ولد انجاي،الفاشل، التمييزي فى تصرفاته الاستهدافية، لخصوم نظام ولي نعمته،عزيز. أجل ولد غزوانى،على رأي البعض، مرتهن و ضعيف،بسبب حرصه على السلطة و خوفه من ارتكاب أغلاط، قد تفجر الوضع و تخرجه منها،فجأة،دون سابق إنذار،كما توسوس له نفسه و لبعض "أيتام" نظام ولد عبد العزيز الآفل،المتلاشى نهائيا،و لو تدريجيا، (...) و لعل مقربيهم من دفة الحكم الجديد، سيأكلونها هم أيضا، و ينتهزون فرصة ما بقي من مال سائب، مسروق باستمرار،لكن على الأرجح دون ضجيج أو تمظهر أو منافسة وحشية قاسية،كما فعل بعض أسلافهم فى كل قطاع،دون حياء أو استنكاف،للأسف البالغ. و النتيجة واحدة،استمرار مخاوف تكريس القبلية و الجهوية،و لو من إسم قبلي إلى آخر،أو من الشمال إلى المنطقة "الشرقية"،التى ملت مرحلة التقسيط،عبر الوزارة الأولى،و حرصت على السقاية و الارتواء،من "فم القربة مباشرة"،أو كما يقال فى المثل الحساني:"إل ما يحلب بيدو ما يبياظ اخديدود"!. و من وجه آخر، يعتبر تعيين المسير المؤقت ل upr ،الوزير السابق،سيدنا عالى ولد محمد خون،فى وظيفة ذات طابع إقليمي خارجي،رئيس مجلس إدارة سوجيم،دليل ربما على عدم الرغبة فى تفعيل هذا الحزب المثير،حسب تصور البعض،و إن كانت مصلحة تحكم الرئيس تفرض عليه،إنشاء حزب كبير خاص بمجموعته المناصرة له،و العمل على حل البرلمان الراهن،لتجذير حضوره الخاص،لترجمة رئاسته الفعلية إلى واقع ملموس،إلا أن كل ذلك المشروع الحزبي و الانتخابي و السياسي ،ضخم و صعب و مكلف ماليا،و لابد له من الوقت و التحضير و التدرج،حتى لا تنفلت الأمور،الهشة عموما!. كما يستدعى هذا "المشروع الغزوانى"،توسيع الحوار مع مختلف مكونات المسرح السياسي الوطني،بمن فيهم كبار مرشحى رئاسيات ٢٠١٩.من أجل أرضية تقارب و تفاهم سياسي معتبر،تسمح بتجذير الاستقرار السياسي و التعايش الحضاري،رغم الاختلاف،وفقا لقاعدة :نتعاون فيما اتفقنا عليه،و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه،كما أن النظر السديد فى عقدة "معارضة الخارج"،أمر يستحق التأمل الموضوعي الجاد.عسى أن تهتدي النخبة السياسية الموريتانية، لصيغة تشاركية ودية و خارطة طريق،تسمح بتجاوز التأزم و التدابر و القطيعة السلبية العقيمة،بإذن الله.