يوم الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٩ ومن خلال انتخابات جرت في ظروف ممتازة، أظهرت تونس مرة أخرى تشبّثها القويّ بالديمقراطية والتقدمية.
اهنئ بصفة خاصة الشعب التونسي لأنه اقترع في هدوء وسكينة.
واهنئ الدولة التونسية وإدارتها على تنظيمهما لانتخابات حرة وشفافة.
كما اهنئ كل المترشحين على احترامهم للنتائج و على حملاتهم رفيعة المستوى التي سادها الاحترام المتبادل والنقاشات المفعمة بالحكمة والوطنية.
والتهنئة موصولة للهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي يجب أن يلهم حيادها هيئات انتخابية أخرى.
لقد قدمتم للدول العربية والأفريقية درسا فى المدنية والديمقراطية والتحضر، فكنتم فخرا لنا بجدارة.
كما تميز الشعب التونسي من جديد بشجاعته وطموحه، وأكد لشعوب المنطقة أن عهد الخوف من الدكتاتورية قد ولّى، وأنه آن الأوان لرفض الخنوع لرؤساء يُسلّيهم عدُّ سنواتهم اللامتناهية فى الحكم.
لقد برهن المجتمع التونسي على أنه الأكثر تقدما فى العالم العربي وأفريقيا، واستعدْنا مع الشباب التونسي الأمل فى مستقبل أفضل لمنطقتنا.
أحيي بقوة المترشح نبيل القروي الذي قاد حملته من زنزانته بالسجن، ولئن كنت لا أعرف السيدة حرَمه، فإن نضالها أبان عن قوة أفكاره، فاستحقت التقدير والاحترام.
إن من الحكمة إطلاق سراحه ضمانا لسكينة الاقتراع، ولا يخامرني الشك فى أن منافسه الذي احتل المرتبة الأولى سيطالب بتمتيعه بالحرية ليسود تكافؤ الفرص حتى نهاية الشوط الثاني الذي آمل ان يكون شفافا كما كان الشوط الأول.
على بلدي موريتانيا ان يحذو حذو بلدي الصديق تونس الذي قطعت أشواطاً كبيرة باتجاه العصرنة الديمقراطية.
لا ننسى ان تونس كانت أول من دعمنا فى استقلالنا، وان الرئيس بورقيبه ساعد موريتانيا كثيرا ووقف إلى جانبها وهي تخطو خطواتها الأولى كدولة ذات سيادة.
اخواتي وإخوتي التونسيين،
انتم القبس الذي يجب ان يتبعه الموريتانيون والموريتانيات.
حفظ الله تونس من كل الدول التي تغار من هذا الاقتراع ومن هذه الديمقراطية النموذجية.
بارك الله فى تونس وحفظ الله كل التونسيين.
١٧ سبتمبر ٢٠١٩
محمد ولد بوعماتو