
حاضرت المهندسة الموريتانية المختصة في علوم المناخ لدى وكالة الفضاء الأوروربية في أوكسفورد، آمنة المرواني، في الجناح الموريتاني بمؤتمر دبي للمناخ(COP28) حول مواجهة موريتانيا للظواهر المناخية.
ويندرج العرض الذى قدمته يوم 10 ديسمبر في إطار إشكالية "الغذاء -الزراعة والمياه"، و تضمنت المداخلة جملة من المحاور:
حيث تطرقت في البدء للسياق العالمي والإقليمي الذى يشهد تكرار الظروف المناخية المتطرفة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وتواتر البحوث والنتائج العلمية التي تؤكد التوجه الحثيث نحو المزيد من تلك الظواهر، والتي تتهدد الكثير من المناطق إقليميا وعالميا.
كما تناولت النماذج الكمية لقياس تطور الظواهر المناخية المتطرفة (درجات الحرارة وهطول الأمطار)، فضلاً عن تأثيراتها السلبية والمتزايدة الخطورة على السكان والأمن الغذائي.
ومن بين الظواهر الرئيسية، الاختلال في انتظام الأمطار(مع كونها قد تأتى بشدة غير اعتيادية)، مع ما يترتب عليه ذلك من مخاطر على العائدات الزراعية...
كما تطرقت للتأثيرات الفزيولوجية لمؤشرات الإجهاد الحراري، حيث ينتج عن زيادة موجات الحر خاصة إذا كانت مقترنة بالرطوبة، مخاطر التعرض لعتبات عالية من الإجهاد الحراري للعاملين في الزراعة وللمنمينوماشيتهم.
ومن الواضح أن هذه التأثيرات على صحة المزارعين تنعكس سلبا على إنتاجيتهم واحتمالية تناقص المحصولالزراعي
وبالنسبة لموريتانيا فإن التحديات الكبرى للتغير المناخي لا تشذ عن سياقها الإقليمي، وتواجه مخاطر مشابهة من تقلبات مناخية، وجفاف، وفترات حارة تؤثر على صحة الناس بمن فيهم العمال البسطاء الذين يحتاجون للعمل تحت حر الشمس، ونخص بالذكر المزارعين والمنمين، مما ينعكس سلبا على إنتاجيتهم واحتمالية تناقص الإنتاج الزراعي و الحيواني في البلاد.
كما تناولت المداخلة مقترحات لحلول التكيف مع التقلبات المناخية والتحديات التي تطرحها في موريتانيا.
وكذلك أهم الأدوات العلمية لصياغة حلول التكيف ، كمثل أنظمة ومبادرات الإنذار المبكر التي تستند إلى أدوات الكشف المبكر، وكذلك المراقبة المعززة وعمليات "الرصد في الوقت الحقيقي" بواسطة الأقمار الصناعية (NRT).
ويتطلب ذلك استخدام البيانات من مختلف المصادر لإنشاء هذه الحلول ، ومنها البيانات من خلال أجهزة "القياس في الموقع" وكذلك البيانات المستندة إلى النماذج، كما توفر وكالات الفضاء سجلات للبيانات المناخية المستمدة من الأقمار الصناعية (CDRs)
و يمكن لموريتانيا أن تستفيد من حلول التكيف المقترحة والأدوات المختلفة المشار إليها، وكذلك استكمال المعلومات من خلال بيانات الأقمار الصناعية من أجل إنشاء أنظمة إنذار مبكر حول آثار التغيرات المناخية القصوى، ودعم القرارات في مجال التكيف والحماية من المخاطر التي يتعرض لها السكان خاصة أن العاصمة نواكشوط مهددة بارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة لتسارع الاحترار العالمي وهو التهديد الذى تواجهه مختلف سواحل موريتانيا مما يهدد سكان المناطق الشاطئية في موريتانيا في أنشطتهم الاقتصادية وفى حياتهم ولكن أيضًا بتزايد ملوحة خزانات المياه الجوفية.