فى هذه الأيام أتواجد فى مدينة أطار .الأطاريون يتحدثون عن العطش ،و ندرة المياه الصالحة للشرب،التى يستجلب أغلبها للمدينة، من واد تيارت،عشرة كلم، غرب المدينة،من بئر "أهل سيدها"،عبر رباعيات الدفع،بسعر خيالي،٨٠٠ أوقية للبرميل الواحد،بالوحدة الحسابية القديمة،مع أن هذه المياه العذبة لا يحصل عليها،إلا عبر مواعيد متكررة الطلب و التأكيد،نظرا لكثرة الطلب على هذه النوعية العذبة من المياه.
و مع أن طريق "انطرزى"، الموصلة لهذا الواد،تكاد تكون مقطوعة،نظرا لتقعر عميق، فى منحدرها الجبلي الخطير،الذى لم يتم إصلاحه بعد.
البارحة، مساء الإثنين، ١٦/٩/٢٠١٩،فتحت الإذاعة الجهوية،بأطار،برنامجها،"صوت المواطن"،لتدخلات المواطنين،فكانت مداخلات الأطاريين،عبر الهاتف،من أطار و ضواحيها،مجمعة على الشكوى من العطش، باختصار.
فى هذه الفترة الساخنة مناخا،ترتفع الحاجة للماء الشروب و غيره،و الماء الوارد عبر الشبكة،رغم كونه غير شروب، فى حساب الكثير من المواطنين،إلا أنه هو محل شكوى المواطنين،بأنه نادر و غير متوفر، فى مناطق عدة من المدينة،و تعزو شركة الماء ذلك، لتهالك الشبكة الحالية و ضرورة التغلب باستمرار على ترسباتها،و العمل على تبديلها،و يروجون أن ثمة ٥ آبار أخرى، فى منطقة واد تيارت، قيد الانشاء،ستعزز لاحقا،موارد المياه الحالية.
إلا أن المشكلة الحادة، فى الوقت الراهن، قلة الماء الشروب و ارتفاع كلفته، و قلة المياه،التى تضخ،عبر الشبكة الحالية،رغم ملوحتها!.
عانى أطار منذو فترة طويلة، من الجفاف و ندرة المياه الصالحة للشرب،و ارتفاع كلفتها،و قد أدى هذا الوضع لنزوح بعض السكان الأصليين،كما أدى باستمرار لتضرر الواحات و الزراعة عموما،و خصوصا الزراعة المروية،و بوجه أخص فى سنوات الجفاف، و هي الأكثر!.
و مهما تحدث بعض الرسميين عن السد المكلف ،الذى أنشئ فى "واد سكليل"،سبع مليارات أوقية،بالوحدة الحسابية القديمة،إلا أن الكثير من المواطنين،يشكون تأثيره عل فرص "اكرارت يغرف" فى الزراعة و الاستغلال ،نظرا لحبس المياه عنها،بسبب هذا السد المثير للجدل،و الذى لم يساهم بعد فى الزراعة و لا الحد من أزمة المياه الحادة المتفاقمة ،مما قربه من معنى المثل الحساني "ابزازيل لقجل"،رغم كلفته المرتفعة،المشار إليها آنفا.
و بالنسبة لجهود القطاع الخاص و رجال الأعمال الكبار، المنحدرين من المدينة، مساهماتهم محدودة، فى هذا الصدد الحساس الاستعجالي،و لم ألحظ منها علنا، سوى شاحنة،بسعة 30 طن يوميا ،من الماء الشروب،تطوع بها محمد ولد عبد الله ولد نويكظ،تقبل الله منه.