انفجر الاحتقان الذي ولّده خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في لبنان، في منطقة الدورة في ضواحي بيروت الشمالية، حيث وقع إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين، في حادث يأتي وسط تصاعد أزمة ملف اللاجئين السوريين.
بدأ الإشكال كما يتداول بين لبنانييَن على خلفية حادث سير، حيث صدمت فتاة شاباً كان يستقل دراجة نارية من دون أن يتعرض لأذى، فاتصلت بصاحب معمل خياطة الذي سارع للوقوف على ما جرى، وبعدما حصل تلاسن وتضارب بينه وبين الشاب، استنجد بعماله السوريين.
عقب ذلك، تطور الإشكال حيث هاجم عدد كبير من اللبنانيين العمال السوريين، وأغلقوا مداخل المنطقة ومن ثم حاصروهم في المبنى حيث يتواجد المعمل، مع ترديد عبارات عنصرية تدعو إلى طردهم من لبنان، وذلك قبل أن يصل الجيش اللبناني ويعمل على إخلائهم واعتقال بعضهم.
كما اتخذ بعض اللبنانيين من الإشكال ذريعة للهجوم على محال يعمل فيها سوريون في الدورة، وأقيمت حواجز من قبل شبان مدنيين وحزبيين في مناطق أخرى لتوقيف السوريين، ترافق ذلك مع محاولة وسائل إعلام لبنانية تأجيج الإشكال عبر تداول صور لأحداث قديمة مدعيّة أنها من الدورة.
"للأسف يعامل اللاجئون السوريون في لبنان وكأنهم فيروس يجب القضاء عليه، فقد أصبحنا نعيش في سجن يضيق يومياً مع استمرار الحملة التي تشنها السلطات اللبنانية علينا، نخاف الخروج من مساكننا وخيمنا كي لا يتم توقيفنا وترحيلنا، وفي ذات الوقت نخشى مداهمتنا من قبل الجيش اللبناني"، بهذه الكلمات بدأ محمد حديثه عن معاناته من الإجراءات المشددة ضد اللاجئين السوريين في لبنان.
"منع المسؤولون اللبنانيون كل شيء عنا، ولو كان بإمكانهم حرماننا من الأوكسجين لما تأخروا عن ذلك"، كما يقول محمد لموقع "الحرة"، لافتاً إلى أن "السلطات اللبنانية تحاول القيام بكل ما في وسعها لدفعنا للعودة إلى وطننا، وكأننا سعداء بالسكن في خيم لا تقي برد الشتاء ولا حرارة الصيف، ننتظر مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع، وفوق هذا حرمنا من الإنترنت بعد مداهمة الجيش اللبناني لمخيمنا في عرسال، حيث صادر أجهزة "الواي فاي" والساتلايت والرسيفر وألواح الطاقة الشمسية وألقى القبض على بعض الشبان".