بلغنى أن مراسلة رسمية، باسم المدير العام المساعد،طبعا بأمر من المدير العام، سيد مولود، و توجيه من السلطات العليا،و صلت نسخ منها لكافة مدراء الإذاعات الجهوية ،تدعوهم لتفادى كيل المديح المجاني و اعتماد الصراحة و تقديم معاناة المواطنين، كما هي .
و فى هذا الصدد تابعت البارحة، ليلة الجمعة،مساء الخميس، 12/9/2019،نشرة الأخبار الرئيسية ،الثامنة،من الاستديوهات المركزية،لإذاعة موريتانيا، و لفت انتباهى،عنوانا رئيسيا، ضمن مقدمة النشرة، عن طغيان الأوساخ و القمامة،على عاصمة ولاية العصابة،كيفه.
و لازمت مجلسى، حرصا على الاستماع لنشرة الأخبار كاملة.
فلاحظت أسلوبا إعلاميا مقبولا و واعدا،و لما وصل فى نهاية النشرة، خبر أوساخ كيفه، تأكدت من صحة ما سمعت،من خبر تلك الرسالة الواردة، من الإدارة العامة، لإذاعة موريتانيا!.
كان تقرير أوساخ كيفه،وافيا و معبرا و صريحا،و سمح لبعض المواطنين و المواطنات،المتضررين من تلك الأوساخ، بالتحدث بصراحة،و أكدوا أن الاوساخ تسيطر، على كثير من مناطق مدينة كيفه،بل أورد أحد المتدخلين،أن مقبرة كيفه لم تسلم من الأوساخ.و بالغ بعضهم فى التعبير عن معاناته، من كثرة الأوساخ و هيمنتها، على المشهد فى كيفه،عاصمة ولايتهم،العصابة.
و باختصار قالوا، بأن الأحياء هناك تضرروا من الأوساخ المهملة، و كذلك الأموات!.
و للتذكير، أنا هنا هذه الأيام فى مدينة أطار،و أعرف مدى انتهازية عمدتها الحالي و استحواذه هو و بعض مسيرى البلدية، فى السنوات الماضية،و باستمرار، على أغلب ميزانيتها و مواردها المتواضعة،و تراكم الديون عليها،خصوصا ديون الكهرباء و غيره،و بهذه المناسبة، أدعو المجلس البلدي الحالي، لتصحيح هذا المسار الانتهازي الأعوج، على مستوى تسيير بلدية أطار،لكن رغم هذه الوضعية المؤلمة،إلا أن بلدية أطار ناجحة نسبيا،بشهادة بعض المواطنين،فى ملف النظافة،و تعتبر مدينة أطار، من أنظف مدن موريتانيا، فى الوقت الراهن،رغم الحاجة الملحة، للسهر على الحفاظ، على هذا المكسب النسبي،فلا صحة من دون نظافة.
و عود على بدء ،يبدو أن إذاعة موريتانيا بدأت صحافتها تستجيب، لتوجيهات الإدارة العامة و السلطة المركزية الجديدة،و رغم أهمية هذا التطور الإيجابي الواعد،و ضرورة الابتعاد عن التقديس و التهويل و إعتماد سياسة الصراحة النافعة،و عدم حجب معاناة الناس،عسى أن تجد طريقها للحل و المعالجة يوما ما،إلا أن هذا المسار التحريري ،يحتاج للمزيد من التشجيع و الجرأة و التفعيل و التكريس الملموس، على أرض الواقع.
و فى هذا الصدد قبل أسابيع، سمعت بوجود مسعى، لدى الرئيس الجديد،بل و فى هذا السياق، يتردد القول،إنه شكلت لجنة مختصة،لتقديم خارطة طريق، لإصلاح الإعلام،و أنه كان من أبرز فلسفة الجهة الموجهة لها،ضرورة الابتعاد الكلي، عن حجب الحقائق و مطالبتها بعدم ممارسة الوصاية المباشرة أو الضمنية،على المشاركين فى البرامج الحوارية و غيرها من أنشطة الإعلام الرسمي،الذى دأب فى الأغلب الأعم،منذو نشأته فى الستينات، على قوالب معينة، متحجرة و طاردة للآراء الصريحة و المعارضة، فى أي مستوى،و لو كان متحفظا هادئا!.
و من المعلوم أن ولد غزوانى التقى مع بعض الزملاء،من رموز الإعلام الخاص و ما يطلق عليه الإعلام الرسمي،و قد تكون تلك اللقاءات فى خانة محاولة إصلاح القطاع الإعلامي عموما،و رغم ترحيبنا بمؤشرات خط تحريري جديد، كاشف لبعض أوجه معاناة المواطنين،على مستوى إذاعة موريتانيا،إلا أن التجربة تحتاج للدعم الرسمي الصريح و التعميق و التعميم،بإذن الله.