تفاديا للوهم

كانت أصوات المدونين في كل انتخابات توهم الطرف الخاسر بالنصر افتراضيا حتى تخرج نتائج صناديق الاقتراع معلنة هزيمة الأصوات المعبر عنها للأصوات اللاغية في العالم الافتراضي.

وقعت المعارضة الديمقراطية على مدى العشرية الماضية ضحية لذلك الوهم ودفعت ثمنا باهضا في محاولة عبثية لارضاء أشباح لا يتجاوز نظرها لوحة المفاتيح او شاشة الهاتف فكانت عاقبة أمرها خسارة فادحة في كل استحقاق تشارك فيه او تقاطعه واضاعت فرص مصالحات تاريخية حرمها الخوف من الأصوات الافتراضية الإقدام عليها. 

 

لقد كان هذا الفضاء على مدى العشرية المنصرمة مسرحا للاوهام وسرابا ظنه الظامئون للتغيير ماءا، منه قامت الثورات معلنة نهاية النظام ومن رحمه ولدت الحركات الرافضة لتغيير الدستور وخرجت محاكم التفتيش، لكن النتيجة على الميدان أمر آخر فقد بقي من أعلنت عليه الثورة في سدة الحكم عشرية كاملة حتى قرر الخروج بإرادته، تغير الدستور ووقف الجميع تحية للنشيد والعلم الذي تمخض عنه وبقيت أصوات الرفض وحناجر الثوار حبرا على الشاشة وحبيسة لجدران الوهم.

 

المبالغة في أخذ خربشات المدونين على محمل الجد واعتبارها رأيا عاما وطنيا يعكس نبض الشارع رهان على اصوات لاغية وتبن لأفكار مبنية للمجهول لا أساس لها ولا مآل وقد خاب من استشار الوهم..

جمعة, 29/05/2020 - 21:11