قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركيةإن روسيا مهتمة باستعادة عميلها السابق فاديم كراسيكوف (57 عاما) ، "القاتل المأجور"، الذي عمل لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لتدبير عملية اغتيال معارض شيشاني في حديقة بوسط برلين، في وضح النهار.
وذكر تقرير الصحيفة أن محكمة ألمانية دانت العميل الروسي بقتل زليمخان خانغوشفيلي، في أغسطس عام 2019، بعدما اتهمته موسكو بأنه كان وراء هجوم وقع على أرض روسية عام 2004.
وقالت المحكمة إن اغتياله كان رسالة متعمدة من روسيا إلى أعدائها في الخارج تقول "حتى لو لجأتم إلى الغرب، فسوف نطاردكم".
وكان خانغوشفيلي فر إلى ألمانيا عام 2016 طلبا للجوء بعد وضع اسمه على قائمة الاغتيالات الروسية لقيادته غارة شنها مقاتلون شيشانيون عام 2004 أدت لمقتل مسؤولين أمنيين كبار.
واتهمت السلطات الألمانية كراسيكوف بأنه كان يعمل لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عندما ركب دراجة واقترب من خانغوشفيلي وأطلق رصاصتين في رأسه من مسافة قريبة في حديقة كلاينر تيرغارتن في 23 أغسطس 2019. وحكم عليه حُكم على كراسيكوف أواخر 2021 بالسجن مدى الحياة.
وقبل وقت قصير من صدور الحكم، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كبير مستشاريه الأمنيين، نيكولاي باتروشيف، بدراسة إمكانية مبادلة سجناء لإطلاق سراح كراسيكوف، حسبما قال مسؤول أوروبي سابق له صلات بشخصيات كبيرة في الحكومة الروسية. ويؤكد ذلك على القيمة العالية التي يوليها بوتين لكراسيكوف.
ومنذ ذلك الحين، أثارت موسكو قضية كراسيكوف في مفاوضات تبادل السجناء، وفقا لمسؤولين غربيين.
وقال المسؤولون إن كراسيكوف بات في محور الجهود الأميركية لإطلاق سراح أشخاص تحتجزهم روسيا، ومن بينهم عنصر مشاة البحرية الأميركية السابق، بول ويلان، ومراسل وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، الذي اعتقله جهاز الأمن الفيدرالي في مارس الماضي بتهمة "التجسس".
وأكد مسؤول غربي كبير مطلع أن بوتين مهتم بمبادلة كراسيكوف فقط.
وقال مسؤولون في دول عدة إن التوصل إلى اتفاق متعدد الأطراف لتبادل السجناء الروس في الدول الغربية بمواطنين غربيين محتجزين في روسيا، وكذلك المنشقين المسجونين مثل، أليكسي نافالني، أمر ممكن.
وأشار مسؤولون غربيون إلى أن أي محادثات بشأن كراسيكوف ستكون حساسة ولا يمكن التنبؤ بها، نظرا لخطورة جريمته.
وقضت المحكمة الألمانية بأن الدولة الروسية هي التي أمرت بالقتل الذي تم تنفيذه عند الظهر في حديقة بالقرب من مكتب المستشارة الألمانية.
وقد تواجه مثل هذه المبادلة عقبات في ألمانيا، حيث أصدر محامو الحكومة رأيا قانونيا العام الماضي ينص على أنه لا يمكن مقايضة قاتل مدان.