استمعت باهتمام إلى خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك 1441. بصراحة فوجئت بمضمون الخطاب لأننا اعتدنا على الخطابات القصيرة والمعروفة في هذه المناسبة.
يجب أن نعترف بأن خطاب الرئيس يحمل معه عدة رسائل دقيقة وحازمة وسأحاول تحليلها ولكن الأكثر إثارة للدهشة كان التفاعل الضعيف للسياسيين. بالطبع كانت هناك بعض التغريدات الخجولة التي لا تعكس بالتأكيد أهمية الخطاب. لماذا؟ لأنني أتذكر في وقت ليس ببعيد كيف كان تفاعل سياسيينا مع خطابات بعض الرؤساء السابقين والله يعلم فقط أنهم جعلوها تتحمل أكثر مما تستحق.
وبالتالي لدي انطباع ثابت بأن معظمنا ليسوا على نفس القدر من الحماس أو الاقتناع بمكافحة الفساد. قد يكون ذلك بسبب السابقة التي شهدناها خلال العقد الماضي. واليوم نحن مقتنعون إلى حد كبير بأنها كانت شعارات فارغة. ومع ذلك، خطاب الرئيس يحمل رسائل وإشارات قوية يجب أن توقظ فينا بصيص أمل والتي سأحاول تلخيصها:
- لأول مرة يوجد في الخطاب نقد ذاتي وتغيير في معنى مكافحة الفساد لأن المسؤولين هم أولئك الذين وثقفيهم الرئيس.
- لأول مرة هناك تحذير مفتوح وعلني لكل من يخالف قواعد الحكامة الرشيدة في الشؤون العامة.
- الدقة في التشخيص والصراحة مع المواطنين
كما يأتي خطاب الرئيس ونحن نشهد للمرة الأولى فصلًا فعليا بين السلطات المختلفة للدولة، لا سيما بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. الأمر الذي أدى إلى ولادة أول لجنة تحقيق برلمانية. علاوة على ذلك، نشهد ولادة دور سلطتين رابعة وخامسة حيوي لأي ديمقراطية ألا وهما الصحافة والرأي العام والأمثلة عديدة.
أما الدروس المستخلصة من خطاب رئيس الجمهورية واضحة حيث يجب أن نتفق على أن النجاح الذي نأمله يعتمد على جهودنا التي يجب أن تتلاحم ومثابرتنا دون استثناء لتحقيق الأهداف المنشودة.
من الواضح أن الأساس الذي يقوم عليه النجاح في البلد يظل الإرادة السياسية للسلطة، التي نحن مقتنعون بأنها تواجه واحدة من أصعب المعضلات في تاريخ البلاد.
نأمل أن تتغلب هذه المرة المصلحة العامة على الأنانية والمصالح الشخصية.
أعل طالب عبد القادر
استشاري دولي في إبرام الصفقات العمومية