أتمنى على وزارة الخارجية والتعاون الموقرة إصدار بيان تعزية ومواساة لأسرة التعليم والسلك الدبلوماسي الموريتاني إثر رحيل الأستاذ والسفير محمد يحي ولد أحمد الهادي أستاذ اللغة العربية والسفير السابق الذي وافاه الأجل المحتوم ليلة البارحة في تونس بعد صراع طويل مع المرض.
و ستقام صلاة الجنازة فجر يوم الخميس (الساعة الواحدة) في باحة مسجد ابن عباس. ويتم بعد ذلك نقل الجثمان الطاهر ليدفن مع ابيه و ذويه في قرية بو اسوَيلف شرق مدينة جونابه بمقاطعة مكَطع لحجار.
وتجدر الإشارة إلى أن الفقيد نشأ وترعرع في بيت علم و وعبادة وسيادة... أخذ العلم في دائرة اسرته قبل ان يتجه إلى مدرسة أهل عبد الودود (محمد عالي ولد عدود) حيث تعمق في علوم النحو واللغة والمنطق والبيان، إلخ... وكان رحمه الله من اوائل الشباب الموريتانيين الذين التحقوا بالمعاهد والجامعات المصرية في ستينات القرن الماضي. ثم مارس التعليم بكفاءة واقتدار في أنحاء كثيرة من الوطن العزيز. ومن بين طلابه محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الحالي و غيره من كبار رجال الدولة..وتم تعيينه في الثمانينات سفيرا لموريتانيا لدى العراق في ظل قيادة الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله،،، ثم سفيرا في ليبيا وهي بقيادة الزعيم معمر القذافي، رحمه الله.
ولما أحيل إلى التقاعد عاد محمد يحي رحمه الله إلى صبط وتدقيق مخطوطات و تواليف أسرته.. وكان مما أنجزه في هذا الصدد طباعة كتاب "المغني قراء المختصر عن التعب في تصحيح الطرر" الذي الفه لمرابط أحمد ولد أحمد الهادي رحمه الله.. وهو كتاب غني عن التعريف، وقد قال عنه أحد علماء اترارزه ، لا ادري هل هو ابن محمد الخديم .. إن لكل شيء حظ من اسمه!
اللهم اغفر لأخينا وصديقنا محمد يحي ولد أحمد الهادي و اجعل قبره روضة من رياض الجنة، وبارك في خلفه من بعده. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين.