بعد ما يليق بمقامكم من التقدير، أود بداية أن أعرب لكم عن تثميننا لسياساتكم الرشيدة في مجال التهجير، والتي فشلنا نحن في تطبيقها بعد عقود من العمل الجاد ، والتنسيق بين مختلف المنظمات الدولية الني تعمل في مجال التهريب والاتجار بالبشر.
فقد تركزت كل اهتماماتنا – طوال الفترات الماضية- على الدول التي تعاني من حروب أهلية، وذلك بهدف الاستغلال البشع لظروف الفارين من تلك الحروب حول العالم ، كنا إلى عهد قريب نعتبر النموذجين الصومالي والسوري هما الأهم على مستوى العالم العربي بالنسبة الاقتصاد التهريب، الذي بات بفضل سياساتكم المبتكرة في مجال تمزيق الأسس الداعمة لبناء الاقتصادات الناشئة، يدر ملايير الدولارات على شبكاتنا التي تنشط في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا.
إن قدرتكم الخارقة على ترسيخ دعائم اليأس وفقدان الأمل و اللعب بحرفية على إطالة أمد الوعود الزائفة، جعلت شبابكم ينزحون جماعيا نحو المجهول عن أرضهم التي يفترض بها أن تكون جاذبة لليد العاملة الشابة .
فنحن كفاعلين أساسيين في مجال التهريب الدولي نشكر حكومتكم الموقرة على هذا الابتكار الذي ساهم في ازدهار التهريب والهجرة غير الشرعية حول العالم، من خلال نزوح آلاف الشباب من بلد لايعاني في الظاهر من حرب أهلية، وهذا يُعد ابتكارا موريتانيا خالصا يستحق التقدير من منظمات التهريب الدولي ، التي كانت مصالحها مرتبطة بحروب بدأت وتيرتها في العقد الأخير بالتراجع بشكل مخيف، لكن إستراتيجتكم القائمة على قتل الأمل ، والوعود الكاذبة والشعارات الزائفة أتت أكلها بشكل فاق كل توقعاتنا.
وما أثلج صدورنا هو صمت حكومتكم الموقرة وكل القوى الحية في بلدكم عن معاناة شباب أصبح فريسة سهلة للابتزاز والاختطاف دون أي مطالبة للمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بتقديم المساعدة له، لقد كان شبابكم في الحقيقة هبة من الرب لم يعرفها عالمنا منذ العام 1492 .
حكومة موريتانيا الموقرة، لا نخفيكم سرا أننا انزعجنا من تخصيص مقاعد للشباب في البرلمان، واعتبرنا الأمر تراجعا خطيرا عن سياساتكم الرائدة في المجال المشار إليه أعلاه، لكننا اكتشفنا من نتائج الانتخابات الأخيرة، التي تابعناها باهتمام كبير، أن تلك المقاعد مخصصة لأبناء الجنرالات ورجال الأعمال ، وهو ما من ِشأنه أن يرفع وتيرة الهجرة في أوساط الشباب البائس، لذلك نعتذر لكم عن سوء فهمنا لشعاراتكم التي تصب في مصالحنا الحيوية، وهنا نثمن التناقض المريح لوزير ماليتكم في مؤتمره الأخير، الذي طالب الشباب بالتوقف عن الهجرة والاستعداد للقفزة الاقتصادية التي سيشهدها البلد، ليعلن في المؤتمر ذاته أن هناك عجزاً بمئات المليارات في ميزانية السنة الجارية، إنها باختصار طرقكم الرائدة في مجال قتل الأمل ونزع الثقة التي تشكل صمام أمان لعلاقتنا الممتازة، نظرا لدوركم المحوري في رؤيتنا التشاركية المندمجة للعام 2030 .
لذا نتعهد بإقامة تماثيل لكل وزراء حكومتكم الموقرة، على جميع الأنهار في أمريكا الجنوبية والوسطى من نهر ريودي ماتا جاليا إلى نهر غريخالفا غراندي وفي غابات الأمازون، تقديرا لجهودكم النيرة في خدمة مشاريعنا الطموحة.
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام...
بيدرو كبير المهربين في القارة الأمريكية
نيكاراغوا بتاريخ:
خارج القانون والزمان و المكان