"يحترق المسرح ولا يموت الممثلون"
تثبت حمى سباق المترشحين هذه الأيام - على امتداد تراب ولايات الوطن - بلا :
ـ برامج تقنع،
ـ ولا وعود تغري،
ـ ولا صدق في الخطاب،
ـ ولا منهجية سياسية محكمة تحترم المواطن،
أننا في واقع "التخلف" الصارخ الذي يطبعه تغييب الكرامة ودهس القيمة الإنسانية و اعتبار الأشخاص وسيلة لا غاية ومطايا رخيصة لبلوغ المآرب الضيقة.
وليست علامات البؤس، التي تكشف مستوى التخلف بكل مظاهره الدامغة، إلا النتيجة الحتمية للقهر الذي يلقاه الأفراد في مجتمعهم على يد "نخبه" التي تفتقد إلى "النخوة"، وتتخذ من السياسة مطية ذلولا إلى الإبقاء على القوالب الظالمة التي تتحصن داخل بروجها الوهمية ويتنكر أفرادها لما اكتسبوه من المعارف وقد رجعوا بالشهادات دون مزايا "حمولتها" ليلتحموا بالعمق الظلامي "السيباتي" الذي احتضنهم من جديد ووضع على رؤوسهم عمائم لا يعلمون عن خيوط قماشها ويمتطون مركبات فاخرة اقتنوها من مال الشعب وخيرات بلده بكل جرأة وصدوا عن وجهة التنمية وإعداد وتحصين الأجيال.
وهذه النخبة الفاسدة التي لا تبني ولا توجه إلى الانتاج، تغرق البلد في الديون، تبيع مواده الخام بالثمن البخس وتبدد الأموال الكثيرة لاقتناء حاجاتها؛ نخبة عابثة وعاتية الفساد ترتهن دولتها للتخلف، وتجعل شعبها غير مستقر نفسيا، يحتاج إلى فتاتها لتظل التنظيمات العشائرية التقليدية تحكمه بعقلياتها الرجعية والاقطاعية والشرائحية، وتفاهماتها "السيباتية"، وتشيد قبل كل استحقاق مسارح لتحرقها بعد أن يسدل الستار على آخر فصولها ويخرج منها الممثلون سالمين، أكثر قوة على التمثيل في الموسم المقبل.