مما لا شك فيه أنه من التعجل بعد شهر تقييم حكومة الرئيس المنتخب لكن في المقابل من الحكمة ان أي رئيس جديد يبدأ غالبا بإرسال إشارات قوية تبعث الأمل و توحي ببداية عهد جديد ينتظره غالب أهل البلد.
يبدو مع الأسف الشديد ان جدلية امتداد النظام السابق ألقت بظلها على العمل الحكومي. و قد يخشى المرء ان تستمر هذه الوضعية. على الجميع ان يتفهم وأولهم الرئيسين السابق و اللاحق ان أخذ قرارات قوية وإصلاحات جدرية لا يمكن تفسيرها باستهداف نظام أو شخص بعينه بل هي عين العقل والحكمة. فلنا أمثلة كثيرة لتداول السلطة في دول ديمقراطية فنرى نفس التحالف يتعاقب على السلطة لكن يكون التسيير مختلفا جدا. هناك مثال آخر أوضح حيث ان ملك المغرب عندما تولى الحكم 1999 بعد وفاة والده كان أول ما قام به هو التخلص من رموز النظام السابق و السفر إلى مناطق الشمال والمكوث فيها و الاستثمار فيها بعدما تناساها والده وحتى لم يزرها لأسباب سياسية. فارسل بذلك إشارة قوية ان عهده غير عهد والده. فهل يعني هذا أنه لا يحترم والده أو ليس وفيا له..كلا.
قد يكون من الأولويات أن ترسل اليوم الحكومة الفتية إشارات قوية بعزمها الإقدام على إصلاحات جدرية و هيكلية قد لا تتوافق مع ما قام به النظام السابق وقد تلغي بعض الأحيان قراراته. يتنبأ البعض أن الحكومة مقيدة خوفا من تأويل أعمالها على أنها قطيعة مع الماضي القريب. وهو المطلوب في الحقيقة لانطلاق نهضة جديدة نحن في أمس الحاجة لها.
ليس مهما بالنسبة للموريتانيين ان تكون الحكومة امتدادا للنظام السابق و التسويق لهذا الأمر درب من العبث بقدر ما يشغلنا هل تستطيع أن تنفذ الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس المنتخب. الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على هذا الأمر وأتمنى أن يكون الاستياء الذي بدأ يتسلل إلى قلوب بعض المهتمين بالشأن العام غير مبرر.
اعل طالب عبد القادر
ابن العقيد أكادير
استشاري دولي