تأثرت زراعة الأرز بالتغير المناخي، والبيانات تشير إلى تراجع حاد في نمو المحصول سيستمر خلال السنوات المقبلة. إلا أن الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، فإن هذا المحصول الذي يوفر أكثر من ربع السعرات الحرارية في آسيا يساهم أيضا بدوره بالتغير المناخي.
وقالت مجلة ذي إيكونوميست إن آسيا تنتج أكثر من 90 في المئة من محصول الأرز عالميا، ويحصل أبناء القارة على أكثر من ربع سعراتهم الحرارية من هذا المحصول.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على المحصول، جراء النمو السكاني في آسيا وأفريقيا، وفق القرير.
لكن إنتاج الأرز يتلاشى. فزاد المحصول بأقل من 1 في المئة سنويا خلال العقد الماضي، أي أقل بكثير مما كان عليه في العقد السابق.
ويعود ذلك إلى ظاهرة التمدين وإلى التصنيع وزيادة ندرة العمالة والأراضي الزراعية، حسب ذي إيكونوميست.
إضافة إلى ذلك، أدى الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة إلى تسمم التربة والمياه الجوفية واستنفادها. لكن السبب الأكثر تأثيرا ربما يكون الاحتباس الحراري.
وأدت الأمطار الموسمية المتقطعة والجفاف العام الماضي في الهند، وهي أكبر مصدر للأرز في العالم، إلى انخفاض الحصاد وقيود على التصدير.
وقضت الفيضانات المدمرة في باكستان، رابع أكبر مصدر للأرز، على 15 في المئة من محصول الأرز.
وحسب ذي إيكونوميست، الأمور تزداد سوءا، فالأرز ليس مجرد ضحية للتغير المناخ، ولكنه أيضا مساهم فيه. فتحفز زراعة الأرز البكتيريا التي ينبعث منها غاز الميثان. فهذه الزراعة باتت مصدرا للغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتبين أن الاعتماد الكبير على الأرز يضر بالناس وبالمناخ. ويعتبر الأرز الأبيض أكثر تسمينا من الخبز أو الذرة، وهو غير مغذي. وارتبطت النظم الغذائية الغنية بالأرز في جنوب آسيا بارتفاع معدلات مرض السكري وسوء التغذية المستمر.
وتقول ذي إيكونوميست إنه يترتب على الحكومات إلى دفع المنتجين والمستهلكين بعيدا من الأرز.
وكان المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، عبد الحكيم الواعر، صرح في حديث لموقع "الحرة" أن "بالفعل حدث تهديد للأمن الغذائي في عام 2022".
وأكد ممثل "الفاو" حينها أن تغيرات المناخ هي السبب الأساسي في الجفاف والفيضانات، وعشوائية مواسم الحصاد والزراعة والإنتاج.
وشدد على أن ذلك تسبب بضرر كبير لدورة الحياة الزراعية، وتزامن مع شح في الموارد المائية بالمنطقة العربية، فحصة الفرد من المياه في دول المنطقة أقل من عُشر حصة الفرد في العالم.