استوقفتني، في هذا الفضاء «الأزرق»، صورة تداولها بعض الإخوة "الافتراضيين» تظهر فيها مجموعة من أعضاء الحكومة الموريتانية من ذوي البشرة السمراء حصرا؛ على أساس أنها رد على إخوة «افتراصيين» آخرين دأبوا منذ فترة على نشر صور لا يظهر فيها غير الموظفين الحكوميين من ذوي البشرة الفاتحة.
ومع أن الفريق الأول يحاول الترويج لمزاعم هو أول من يعلم زيفها، مؤداها أن موريتانيا دولة عنصرية لا مكان فيها لغير المكون العربي إلا أن الرد على تلك المزاعم بنشر صورة مغايرة تماما لما روج له «خصومهم» (وللواقع) يضع أصحابه، من حيث لا يشعرون، في ذات الدائرة الشوفينية الصجضيقة وإن من زاوية مغايرة.
صحيح أن موريتانيا ليست جنوب السودان، ونواكشوط ليست كامبالا؛ لكنها - في الوقت ذاته - ليست لبنان وعاصمتها ليست بودابست...
موريتانيا هي موريتانيا ونواكسوط ليست إلا نواكشوط، حيث التنوع العرقي البديع، والتعددية الثقافية في أروع تحلياتها، تغذيها وتجمعها تعاليم وقيم ومبادئ الأخوة في الدين الواحد والوطن الواحد. إنها موريتانيا التي لم تحكمها حكومة بيتر بوتا ولا حكومة روبرت موغابي.. موريتانيا كما يريدها ويؤمن بها الموريتانيون الوطنيون الصادقون، لا كما يراها (أو يرريدها) بيرام أو داود..
موريتانيا التي تزخر بالعلماء الأجلااء من أمثال فضيلة الشيخ الدرديري ولد بابا ولد معط، وفضيلة الشيخ محمد ولد سيدي يحيى وفضيلة ابسيخ بال محمد البشير؛ وبالقادة السياسيين الوطنيين الشرفاء من أمثال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم د. محمد ولد مواود، وزعيم حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير.