هل تخفي الصحراء الموريتانية في مجاهلها واحدة من أكبر الصخور السماوية التي وقعت على كوكبنا؟
هذا اللغز اثير للمرة الأولى عام 1916 ، عندما حمل ضابط فرنسي اسمه ريبار كان في مركز شنقيط، الى متحف التاريخ الطبيعي في باريس، قطعة من الصخر أخذها من جبل صغير اكتشفه في قلب موريتانيا. وبعد تحليلها في المختبر توصل العلماء إلى النتيجة التي تقول بأن قطعة الصخر تلك هي في الواقع جزء من نيزك كبير جداً. ولكن، فيما بعد، لم يتمكن احد من العثور على المكان الذي وقعت فيه تلك الصخرة الهابطة من السماء.
في عام 1922، وصل البروفسور تيودور مونو الى موريتانيا، وكان لا يزال شاباً، وما ان سمع بتلك القصة، حتى باشر بالتحقيق فيها تحقيق طويل جداً، تقطعه اعمال علمية كثيرة. استغرق أكثر من ستين سنة، بحثاً عن...نجمة. تيودور مونو تجاوز الثمانين. وبرغم سنه المتقدمة فانه لا يزال يتجول في الصحراء على ظهر الجمال وبرفقته صندوق من الكتب، سعياً وراء ذلك الحلم..وفي أواخر عام 1988، وفي اثناء حملته الصحراوية الأخيرة، قد يكون البروفسور العجوز وجد حلاً للغز: ليس من المستبعد ان يكون النقيب الفرنسي ريبار قد عثر على واحدة من تلك الحصى التي تقع كل يوم من الفضاء على الأرض. وبما أن تلك الحصاة كانت بالصدفة، بالقرب من جبال الحديد التي تكثر في شمالي موريتانيا، فقد تصور أن الجبل كله قد وقع من عالم آخر..
ومرة أخرى، انتصر العلم..وبالنسبة لأولئك الذين تابعوا ذلك اللغز المشوق، في موريتانيا وفي فرنسا، سيظل البروفسور مونو «العالم العجوز أبو النجمة.»
جان كلود كلوتشوف، موريتانيا اليوم، منشورات جون افريك، المكتب العربي للترجمة - باريس، 1990