من أعلام موريتانيا: عالم وقاضي منطقة آفطوط

هو محمد محمود بن سيد احمد بن محمد عينين بن احمد بن الهادي بن محمد بن مود بن المرابط ألفغ اللمتوني. لامه فاطمة بنت أحمدون.
توفي سنة 1390 هجرية / 1970 ميلادية. ودفن في جونابه بمقاطعة مقطع لحجار بولاية لبراكنه.
بعد أن درس أساسيات العلوم الشرعية في محظرة والده توجه في بداية شبابه الى منطقة "الكبله" للدراسة في محاظرها المتخصصة في تدريس النحو واللغة وفروعهما، فانقطعت أخباره عن أهله سنين عديدة، وبعد أن نال مأربه توجه الى محظرة "الصفراء" التوأم لمحظرة "الكحلاء" المشهورة فدرس على شيخها محمد احمد بن محمد محمود بن حبيب الله بن القاضي، ومنها انتقل الى محظرة أهل الطالب إبراهيم المتخصصة في الفقه وأكمل دراسته على شيخها محمد احمد بن الطالب إبراهيم.
ولما شعر بأنه أكمل دراسته وأصبح قادرا على القيام بمهنة التدريس بعد أن كان جزءا من الطلاب يدرس عليه بدل شيخه، انفصل عن المحظرة ومعه جزء من طلابها حيث أسس محظرة خاصة به. وقد نمت بسرعة وازدحم فيها الطلاب الوافدون من مختلف المناطق، وزاد من اقبال الطلاب عليه أن محظرته بدأت الوحيدة في المنطقة التي تدرس علوم النحو واللغة، إذ كانت محاظر المنطقة كلها تكاد تكون الدراسة فيها مقتصرة على القرآن والفقه.
لقد كثرت الأوقاف والمنح والهدايا على طلاب محظرته أكثر من غيرها الامر الذي زاد من اقبال الطلاب عليها حتى أصبحت من أكثر المحاظر طلابا في المنطقة. لقد استمرت حوالي 60 سنة تستقبل الطلاب وتخرج القضاة وشيوخ المحاظر والعلماء، وممن تخرجوا ودرسوا فيها:

إبراهيم بن أمانة الله بن محمد الأمين اللمتوني

الحاج بن فحفو المسومي

أحمد بابو بن سيدي محمد التاكاطي

 أحمد بن محمد بن الطالب بن اعل العلوي

 الطالب محمد بن البريكني الجكني

محمد العاقب بن الاخضري الجكني

ومحمد المختار بن اجميلي الجكني

وحمود ولد متار الدليمي

والشريف احمد ولد بن الودو

 وكثيرون غيرهم..

لقد كانت للمرابط محمد محمود القدم الراسخة والخبرة المتميزة في علوم القضاء والافتاء لدرجة ان أحكامه وفتاواه القضائية تكاد تكون محصنة من النقض والطعن، إذ قل أن يعمد قاض من معاصريه على التعرض لأحكامه بالطعن أو النقض، فكان قبلة المتقاضين المحكوم لهم أو عليهم من غيره ليزكي أحكامهم أو ينقضها.
لقد مال – وهو شيخ محظرة متميزة – للتصوف، فأخذ الورد القادري من الشيخ سيد المختار بن عبد الجليل، الذي قدمه وأذن له في إعطاء الأوراد ونشر الطريقة، ولكنه – كما يقول- لم ير في نفسه أنه يستطيع الوفاء بحقوق طلاب محظرته الباحثين عن العلوم الظاهرة، والقيام في نفس الوقت بواجبات شيخ الصوفية اتجاه مريديه من تربيتهم وتوجيههم.. ففضل التفرغ لطلاب المحظرة ولم يعط الأوراد ولم يكن له مريدون واتباع صوفية.
 
 
 
 
 
 
 
 

أربعاء, 11/01/2023 - 17:17