استمعت في إحدى محطات الإعلام التابعة لدولة طوت قلبها على خالص الحقد على اللغة العربية وثقافتها. وكانت إدارة الحوار من ذلك المزاج.
تحدث اثنان من المتحاورين الأكاديميين بموضوعية وبينوا بوضوح وبراهين لا ترد على أن اللغة العربية في تقدم لا تراجع ولا جمود.
وردا ببساطة على زعم الثالث أو غيره أن العربية لغة صعبة التعلم, بأنه لا توجد لغة صعبة ولا لغة سهلة وإنماهناك تعليم جيد فعال وتعليم رديء فاشل ومحبط, ومع الأسف فإن تعليم اللغة العربية ما زال ينتمي لهذا الصنف, يساعده في الإحباط والفشل انعدام الأرادة السياسية وغياب التنسيق والاهتمام من قيادات الدول العربية.
أما الأستاذ الثالث فركز بشكل غريب على أن مشكلة اللغة العربية الأولى هي ارتباطها بالدين والقرآن الكريم!!
وذهب في هذه المغالطة كل مذاهب الجهل حين زعم أن بعض الألفاظ العربية مأخوذة من القرآن, وهي ألفاظ عربية تطفح بها أشعار وأمثلة العرب قرونا قبل نزول القرآن!
وبينما استدل هذا الأستاذ على عدم صلاحية اللغة العربية بتعدد واختلاف اللهجات, رد عليه زميلاه بأن هذا دليل قوة ونجاح; لأنه أولا لا توجد أي لغة في العالم إلا وفيها لهجات عامية... إلا أن عاميات اللغة العربية تجمعها وتترجمها اللغة الفصحى...
خلص النقاش إلى أن كبار الألسنيين المعاصرين في الغرب اتفقوا على أن اللغة العربية ستحتل مكانةمتقدمة ضمن خمسين لغة فقط من اللغات الحالية ستبقى حية نشطة مع نهاية الألفية الثالثة...
وهكذا فإن شدة عداوة الإسلام جرت كفلا منها للغة العربية رغم أنها كانت لغة العرب الكفار قبله; بل كلامهم حجة لغوية, وهي أيضا لغة النصارى العرب بعد ظهوره!!