في كل مرة يجيء خليفة جديد، فيقول الناس هذا يوم عيد، عاش عهد التغيير والتجديد، ثم يخرج في حاشيته، ويقول من نصب هذا العمود، فيقول الناس سلفك يا أمير المؤمنين لك العز والنصر والتأييد، فيقول لهم أسقطوه، كيف ينصب العمود، ثم يقول من أسقط هذا العمود، فيقولون أسلافك أعزك الله ورعاك، فيقول أقيموه لماذا يسقط العمود، فتصيح الرعية عشت يا صاحب الطلعة البهية، وحامل الهمة العلية، عاش إنجاز سقوط العمود، وتنطلق مبادرات دعم رفع العمود، ومسيرات تثمين إسقاط العمود.. ثم يتوقف أمير المؤمنين قرب المغسلة فيقول من جعل رأس هذا السهم إلى الشمال، فيقولون أسلافك يا نصرك الله، فيقول ما هذ الغباء، غيروا اتجاهه إلى الجنوب، فتسيل البطحاء شعرا، وتتصدع الجبال مسيرات وخطبا، احتفاء بتوجيه السهم إلى الجنوب...
ثم يصيح الخليفة أيتها الرعية الغبية، وأصل كل نكبة وبلية، من صبغ هذه المنارة بالأصفر، فيقول الناس سلف أمير المؤمنين نحن فداك يا مظفر، فيقول غيروه إلى الأبيض، فتصطف الخيول، والجمال، وتنقر الدفوف ابتهاجا بتغيير الأصفر إلى الأبيض، ثم يسأل عن فلان فيقول الناس غضب عليه سلفك فأبعده وجفاه، فيقول رضينا عنه قربوه وأكرموه، فتتفجر الألعاب النارية تأييدا لرضا الأمير عمن غضب عليهم سلفه، ثم يسأل عن فلان فتقول الحاشية هو على السرير ميت أو كالميت، نحن فداك، فيقول أحيوه بمكرمة واجعلوا في فمه بالعوة تسمين، ثم يسأل عن فلان ابن فلان فتصيح الحاشية، إنه بنعم الحال، أعزه سلفك، وقدمه، فيقول أقيلوه، لا سلم من قربه وكرمه، ثم يسأل عن كذا وكذا، فيقال نُسِخ بكذا وكذا، فيقول انسخوه بكذا وكذا....
ثم تتوالى مبادرات دعم النسخ بكذا بكذا..