
عجبا لأمر الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ما زال يثير عواصف من الجدل بعد مرور نصف سنة من مغادرته السلطة .. لجان تشكل لمحاسبة عشرة أعوام من حكمه، حملة شيطنة شرسة من خصومه، انقلاب بعض من أقاربه عليه و دفاع البعض الآخر منهم عنه ..
أقل ما يمكن قوله عن الرجل أنه مثير للجدل. إن النظرة الموضوعية المحايدة تقتضى الاعتراف بأن فترة حكمه اتسمت بكثير من الفساد المتعدد الأوجه، من تحايل على الممتلكات العامة و إثراء غير مشروع للطبقة الحاكمة و زبونية و قبلية و خرق للقانون و ارتجالية و إبعاد للكفاآت الحقيقية مقابل اعتماد عديمى الخبرة و الكفاءة .. لكن فشله الأكبر و الذى نتائجه الكارثية أدوم هو تعميقه لطمس الهوية العربية للشعب الموريتاني و الدوس على لغته و شخصيته الحضارية ...
مع ذلك كله و ربما أكثر، كيف ان هذا النظام - و هنا محل الإستغراب - أنجز فى عشر سنوات فقط أضعاف ما أنجزته الأنظمة من قبله فى المجالات كافة و على طول التراب الوطني تقريبا ؟.. يكفى من ذلك ذكر حدثين جللين ميزا مأموريته هما طرد ممثلية الكيان الصيوني و احترام الدستور بتركه السلطة و البلد بعده ينعم بالأمن (على العموم) و السجون خالية من سجناء الرأي.