بعد عشرية يصفها كثير من الموريتانيين بأنها «الأسوأ» في تاريخ بلدهم، ترك الرئيس محمد ولد عبد العزيز السلطة وسلمها في حفل رسمي حضره رؤساء دول شقيقة وصديقة، وشخصيات وطنية ودولية بارزة، وتناقلته وسائل الإعلام المحلية والأجنبية؛ وغادر القصر الرئاسي في نفس اليوم؛ وبدأ حياته مواطنا عاديا..
تسلم رئيس الجمهورية المنتخب، محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة وشكل حكومة جديدة واختار طاقم معاونيه من بين أبرز مسؤولي نظام سلفه وشخصيات مستقلة وأخرى تركت مواقعها في أشد أحزاب المعارضة راديكالية والتحقت بركب داعمي برنامج «تعهداتي»؛ واستقبل قادة المعارضة ومنافسيه في السباق الرئاسي، وأعلن عن برنامج إصلاحي شامل.
غير أن منسوب آمال الموريتانيين في التغيير والقطيعة مع كل ما له صلة بنهج العشرية؛ بدأ في الانخفاض بعد استمرار احتفاظ ولد الشيخ الغزواني ببعض أبرز رموز نظام ولد عبد العزيز، واعتماده أسلوب «التدوير» في جل تعيينات الموظفين السامين، وغياب أي مؤشر عملي ملموس يدعم الإصلاحات الواردة في وثيقة «تعهداتي» وإعلان السياسة العامة لحكومة الوزير الأول إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا؛ ما يعزز شكوك عدد من داعمي «رئيس الإجماع الوطني» بشأن استمرار نهج ما قبل الثاني من أغسطس 2019.