التهانئ الطوفانية بالتعيينات في المناصب العامة، ظاهرة تكاد تكون يومية في بلادنا، وهي ظاهرة تكاد تكون كذلك خاصة بنا، لا تتكرر على الأقل بذات الوتيرة لدى الشعوب الأخرى، وهذا دليل على شيئين، الأول أن التعيين لا يخضع على الأرجح لمعايير موضوعية، فمن يصله الدور وفق معايير شفافة وواضحة، لا يستحق كل هذه العاصفة من الحماس والتهانئ، فهو لم يزد أن خطا خطوة كانت منتظرة، والثاني أن كل العيون والقلوب معلقة بالتعيين، لأنه الشغل الشاغل تقريبا للجميع، وهذا "الجميع" لا يفوت فرصة عبور أحد أفراده نحو بر الأمان، فيحتفل بها من خلال هذا السيل الجارف من التهانئ، التي تطالعنا كل ساعة وكل حين!!