منشآت الهندسة المدنية مختلفة ومتنوعة، فهي تشكل الجزء الأكبر من منازلنا وبنيتنا التحتية الطرقية. ومن خلال هذه المساهمة الموجزة والبعيدة من الشمولية، سنسعى لتنوير الرأي العام حول بعض جوانب بنيتنا التحتية، التي غالبًا ما يكون عمرها قصيرًا للغاية، مقارنة بتكاليفها وأهميتها في حياة الأمم.
تشخيص منشآت الهندسة المدنية
يعد تشخيص المنشآت عنصرًا أساسيًا للتخطيط على المدى القصير والمتوسط والطويل، ولكنه أيضًا يساعد بفعالية في صيانة المنشآت.
ومن المهم أن نكون على دراية بآليات التدهور من أجل التمكن من تقييم حالة المنشأة. وسنحلل الأضرار الأكثر شيوعًا ونذكر أسبابها.
أ - الطرق:
يتطلب إنشاء الطرق وصيانتها استثمارات كبيرة، ولهذا من الضروري أن يتم تنفيذها بشكل جيد.
ويعتبر النقل البري الطريقة الأكثر انتشارًا في نظام النقل الداخلي في موريتانيا. فأكثر من 90٪ من حركة البضائع والأشخاص تتم عن طريق البر. ومع ذلك، فإن الأرصفة (التي يطلق عليها المواطنون عادة عبارة "كودرون")، بعد بضعة أشهر من بدء التشغيل، تتدهور بأحجام وشدة متفاوتة، تكاد تؤثر على جميع الطرق.
وتتم ملاحظة عدة أنواع من المشاكل على سطح الأرصفة، قد تكون محلية أو معممة، وبخطورة متفاوتة. وبالإضافة إلى هذه الجوانب، نلاحظ تدهورًا مشابهًا يعود للتمزق، وهو كالتالي:
- الأخدود:
وهو عبارة عن فتحة في سطح الطريق (كودرون)، تمثل عمومًا المرحلة النهائية من التجنيد (مجموعة من الشقوق). والأسباب هي تفكك واختفاء المواد بسبب رداءة نوعية الرصيف، والتلوث عن طريق ارتفاع الطين في جسم الرصيف، أو حتى نفاذية عالية لطبقة التآكل. وهو يتطور باتجاه زيادة في حجم وعدد الثقوب، حتى الخراب الكلي للرصيف.
- داء الثعلبة:
فيما يتعلق بالإسفلت، فإن الأسباب هي السماكة الرقيقة للغاية لمسار التآكل، والترابط المعيب للأخير (غياب أو عدم كفاية طبقة الالتصاق) والتي تقشر الدعامة، تحت تأثير القوى الأفقية بسبب حركة المرور. يتطور نحو تمزق تدريجي للطبقة السطحية.
- التشوه الطولي:
هو عبارة عن تكدس في منتصف الطريق تحت مرور عجلات المركبات. والأسباب هي إما إرهاق الرصيف عن طريق تكدس الطبقات السفلية، الراجع إلى نقص في قدرة تحمل أرض الرصيف، أو ضعف استقرار الأسفلت الناعم على انحناءات شديدة الانحدار، أو رصيف منحدر، أو داخل مناطق الكبح.
يوسف إسماعيل با
مهندس مدني
.jpeg)
.jpeg)