في جزر الخالدات "لاس بلماس"إحدى مستعمرات العرب القدامى الواقعة في الجزء الجنوب الغربي من يابسة القارة "الشمطاء" المشاطئة لبلادنا، كان لقاء الرئيس الموريتاني بخليط مهاجرة بلاده، خليط من أصحاب الاهداف والأغراض، منهم الباحث بجدِ عما يشبع به بطونا غرثى واجساما نُحلا ، ومنهم المستمتع بما نَهب أو نُهب له خلال المسيرة الستينية من عمر بلاد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس القادم من أعماق العفاف والطهر، والرضى بما يسد الرمق ويستر العرض.
قال الرئيس لمغتربي بلاده أن بلدهم فقير، وهذه حقيقه لاكتها السن الجل ، ربما من بينهم المرجفون والمستغربون والمستائون من سماع كلمة حق على لسان سلطان صادق، لأنهم ألفوا الكذب من الساسة الذين لا يخجلون من حمدهم بما لم يفعلوا، لو قال الرئيس إن بلاده من أغنى بلاد العالم ، لخلدوا كلمه، والأشادوا بأفعاله، ولا تفننوا في الصدح بملكاته، ولا استحتضر شيوخهم كل المعزوفات الممجدة لحقب كذب الحكام ، بدءاً بمعزوفة كلمات خالدة، وفعل الرئيس انشاف ، ودجمبر يا املنا، والواصفون بطل عشرية (النيزوف) بالمطعم من الجوع والمؤمن من الخوف، وناصر الاسلام، لو فعل ذلك لنحتوا له خصلا لا يتصف بها البشر فقط لأنه اقتفى أثر الذين سبقوه في الكذب.
أجل موريتانيا فقيرة حقيقة ما العيب في أن يقولها الرئيس ؟ أولم تكن جزيرة العرب عبر آلاف السنين بل مذ وطأتها أقدام أبي البشر حسب السردية التاريخ، أرض فقر وفاقة وعوز، أولم يحدثونا بأن الخليفة عمر رضي الله عنه كان يحث رعيته على غزو بلاد فارس وبزنطة الغنية والهجرة إليها حيث رغد العيش، ومع ذلك كانت أرض الجزيرة ، تعج بالمعادن التي جعلت أهلها الآن من أغنى شعوب العلوم.
فبم تنفعنا المعادن غير المستخرجة، وما ذا ينفعنا تكرار أننا بلد غني؟ لم لا نشمر عن السواعد ونفجر أرضنا ينابيع، وجنان غناء، محفوفة بزورع، ونخيل ، عنئذ نقول صدقت يا فخامة الرئيس فقد شحذت عزائمنا بصدقك وقولك إننا بلد فقير. فها نحن استغنينا لانك لم تكذب علينا
فخامة الرئيس لا تذهب نفسك عليهم حسرات إنهم للحق كارهون.