
بات من المؤكد ان قرار موريتانيا بإلغاء عقدها مع الشركة السويسرية للتموين بالمحروقات آداكس، وطرحها لمناقصة جديدة فى هذه الظرفية سيؤدي إلى تكلفة إضافية لتزويد البلاد بالمنتجات النفطية المكررة في ظل ارتفاع الأسعار ، الذي تسارع بسبب الهجوم الروسي فى أوكرانيا.
وبحسب صحيفة جون افريك، الصادرة فى باريس، فان شركة الكهرباء الموريتانية صوملك جددت مطالبتها لشركة آداكس في شهر فبراير الماضي بتعويضها مبلغ 14 مليون دولار كغرامات عن التأخير في تسليم شحنات سابقة خلال 2021، وذلك بعد فسخ وزارة النفط للعقد معها والذي على أساسه كانت قد تنازلت صوملك وشركة المناجم اسنيم وكذلك الموزعين المحليين مثل البزين وأطلس وستار عن جميع طلبات الغرامات المقدمة ضد شركة التموين آداكس. وقد رد المدير التجاري لشركة آداكس في غرب إفريقيا ، إريك ديرهيل ، فى رسالة وجهها الى صوملك ووزارة البترول واللجنة الوطنية للمحروقات واسنيم بالرفض القاطع لشركته دفع تلك الغرامات والتى تم التنازل عنها في اتفاق مع الوزارة في شهر 22 نوفمبر الماضي، والذي على أساسه وافقت آداكس على دفع 9 ملايين يورو لتقسيمها بين مختلف الأطراف الموريتانية ، باستثناء سنيم. وفى المقابل استرجعت آداكس سندات ضمان مالي بقيمة 10 ملايين دولار كانت اسنيم قد جمدتها لتعويض التأخير في تسليم الوقود.
وينتظر ان يشتد التنافس مجددا بين كل من السويسرية Trafigura و Litasco الروسية و Dubaiote BB Energy في الاستفادة من هذه الفرصة الجديدة للعودة للسوق الموريتانية وكسر هيمنة أداكس على سوق المحروقات فى موريتانيا منذ 2016 . هذه الهيمنة يرجعها المراقبون الى صعوبة منافسة أسعار أداكس بسبب توفرها على بنية تحتية للتخزين في لاسبلماس الاسبانية التي لا تبعد سوى 1200 كلم من نواكشوط، إذ تتطلب السوق الموريتانية ، الأصغر بثلاث مرات من نظيرتها في السنغال أو مالي، تسيير العديد من رحلات الشحن نظرًا لقدرتها التخزينية المحدودة، مما يؤثر على هوامش ربح الموردين. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من اوريكس (الأم لشركة آداكس) قوله ان الطاقة التخزينية لموريتانيا حوالي 120 ألف طن فقط.
وحسب صحيفة "جون افريك" فان لكل من الشركات المتنافسة داعمون في أوساط رجال المال والاعمال والنفوذ ، فشركة ترافيغورا تحظى بدعم من التيجاني بن الحسين، رئيس شركة التوزيع ستار أويل، في حين يتمتع المورد الروسي ليتاسكو بدعم رحل الاعمال محمد ولد نويكظ ، مالك شركة التوزيع البترولية SMP Atlas كما تستعين شركة أداكس بمكتب المحامي الفرنسي إريك ديامانتيس أحد شركاء المحامي الموريتاني جمال ولد الطالب.
وأكدت الصحيفة، فى تقرير مطول عن ملف التموين بالمحروقات فى موريتانيا وترجمته أقلام، أن العديد من الموردين الكبار للمحروقات مثل Vitol او Glencore او Gunvor لم يعودوا يهتمون بالمشاركة في المناقصات الموريتانية. ونسبت الى خبير في الملف قوله "إنه عقد محفوف بالمخاطر، فهناك الكثير من الجهات المتدخلة فى الملف لدرجة أنه من الصعب إقناع الجميع. في يوم من الأيام ستضطر الدولة إلى تجميع ومركزة جميع تلك الجهات مرة أخرى ، وإلا فلن ترغب أي شركة في تقديم عرض".
نشير الى ان موريتانيا كانت نظمت مناقصة في شهر يناير الماضي للتعاقد مع مورد للمحروقات بعد انتهاء العقد الحالي في منتصف شهرابريل المقبل، وفازت السويسرية آداكس بالمناقصة لتموين السوق الموريتانية لمدة عام بكمية مليون طن من المشتقات النفطية (زيت الوقود، الكيروسين، الديزل والبننزين) بمبلغ يقارب المليار دولار . وفجأة قرر وزير النفط فى 24 فبراير المناقصة غير مثمرة والدعوة الى مناقصة جديدة فى 18 مارس الجاري.
ترجمة: أقلام