واحد من أكبر السدود وأهمها في الوطن يعيش على ضفافه خلق كثير ؛ يشكل بالنسبة للساكنة شريان الحياة، وبفعل انهياره وعدم الاهتمام به تضررت واحات النخيل وحقول الزراعة وفقدت الساكنة أي معنى للبقاء في مرابعها وأرضها الخصبة.
كانت مسألة سد برودة حاضرة في برامج كل الحكومات المتعاقبة من عهد ولد الطائع إلى اليوم، بددت ثروات طائلة في ترميمه نتيجة لضعف الدراسات وعبثية التقييم وارتجالية الأشغال...تعاقبت على ترميم السد شركات وأشباه شركات فشلت كلها في بنائه على أسس صحيحة كما فشلت في تقدير حجم المياه المتدفقة من سلسلة جبال تكانت التي تحنو على الواد الخصيب حنو المرضعات على الفطيم.
بأي حق تبدد كل تلك الثروات و تسند مهمة سد عملاق بحجم سد فم لكليت وغيره من السدود العملاقة إلى شركات مجهرية عاجزة فنيا وماديا، وبأي حق تتلاعب كل الحكومات والشركات بآمال وطموحات ساكنة المنطقة وتبيعها الوهم والسراب في رحلة سيزيفية يطبعها الارتجال وتتحكم في مفاصلها الأطماع.
بضع أطنان من الإسمنت و مثلها من قضبان الحديد الصدئة، تنصب في كل مرة في مهب سيول جارفة لا تبقي ولا تذر وتنتهي الحكاية.
وعند أول عارض ينكشف الزيف و تبدو شاخصة معالم الغش غثاء كغثاء السيل.
بناء سد برودة يحتاج لعمل فني دقيق وموارد مالية كبيرة ودراسات متعددة لتقدير حجم المياه وطبيعة التربة وغيرها من النقاط المهمة لبناء سد بحجم سد برودة.
يبدو أن الأجيال القادمة ستعيش هي الأخرى في انتظار تحقيق حلم طالما انتظرناه ونحن صغار.
لكننا هذه المرة لن نشتري الوهم ولن نباعه، ولن نقبل بترميم لا يضع في حسبانه كل المعايير السابقة، رصد موارد كبيرة ...دراسات مستوفية الشروط وشركة معروفة تمتلك الآليات اللازمة لبناء سد عملاق بناه رجال أشداء بسواعدهم العزل إلا من الإيمان والإخلاص لأرضهم وديارهم.
سيدي محمد ولد ابهادي