تعديل لقب ووصف رئيس الجمهورية

يهمني أن أبين أن التعديل المقصود في العنوان ليس التغيير وإنما هو من العدل والتوسط والملاحظات الواردة أدناه ترمي لتوجيه الإدارة والفرقاء السياسيين إلى تجنب الإفراط والتفريط والتوجه لترشيد الخطاب العام سواء كان صادرا عن السلطات العمومية أو موجها إليها كما يهدف لتجنب الإشتغال بالأمجاد والقيم القبلية التي تنافي الحياة في كنف الدولة.
من المحمود، في نظري، تعديل نعت الرئيس في الخطاب الرسمي الشائع فبدلا من وصفه بصاحب الفخامة يكفي أن نقول صاحب السيادة أو السيد كما لا ينبغي أن تنسب كل إنجازات الدولة إلى التعليمات "السامية" فالإدارة جهاز متكامل يتحمل الرئيس مسؤوليته الأساسية، لأنه صاحب الكلمة الأخيرة فيه، ولكن الوزراء والأمناء العامين والمدراء والولاة والحكام وحتى الوكلاء الإداريين يضطلعون بجزء من مسؤوليات الدولة لذلك لا ينبغي إلغاء دور هؤلاء جميعا وإحباط عملهم بنسبته لشخص، لا مراء في أنه محوري، إلا أنه لا يمكن أن يكون في المركز والأطراف في آن واحد.
وبالمقابل ينبغي على المعارضين تجنب الأسلوب القدحي في نقد الخطاب والعمل الحكومي وأن يتجنبوا التنقيص بالرئيس بتجريد اسمه أو وصفه بما يقتضي ذلك من ألقاب لا تلائم مسؤولياته ومكانته الحالية.. فعليهم أن يدفعوا بالتي هي أحسن حتى لا ينفروا الحاكم ويعينوا بطانته على تنفيره من بعض مواطنيه القادرين على المساهمة في بناء الوطن وتحسين سياساته وتلميع صورته.
كما أن من غير الوارد في فضاء الدولة الإحتفاء بالأمجاد السابقة لرئيس الجمهورية وانتمائه الشخصي الضيق سواء كان بسبب انتماء عرقي أو مذهبي لأن ذلك من قبيل الدعاية الإقليمية ذات الطابع العنصري والعرقي التي، نصت المادة الأولى من الدستور، على أن القانون يعاقبها.

تدوينة

محمد سيدي عبد الرحمن

ثلاثاء, 13/08/2019 - 17:17