"عملت لبضع سنوات في فرنسا في شركة سياحية تقوم بتنظيم رحلات راجلة وبصحبة الإبل، لا سيما في الصحراء الموريتانية. ومع مرور الأيام، أُصبت بالسأم من الحديث عن السفر مع عملائي وأنا جالس بين جدران أربعة أمام الكمبيوتر، لذلك قررت المغادرة وتجربة السفر بشكل واقعي".
بهذه المقدمة بدأ فالانتان الفرنسي الحديث عن زيارته للصحراء الموريتانية، قائلاً في حديثه لرصيف22: "كانت البداية على الطريق من سانتياغو دي كومبوستيلا (Saint-Jacques-de-Compostelle)، ثم عشت مع عائلة من البربر في صحاري المغرب، وانتهى بي المطاف هنا في آدرار في موريتانيا، ولحسن الحظ، تسببت جائحة كوفيد19 في فرض بقائي وإقامتي في ترجيت في ولاية آدرار الموريتانية لبضعة أشهر".
كما يقول فالانتان، هذه المدة الطويلة جعلته يكتشف رتابة الحياة في الصحراء الموريتانية، فأصبح يستمتع بالجلسات الطويلة فيها وشرب الشاي الذي يتذوقه بكل حب وحبور.
بعد أشهر من إقامته في موريتانيا، غادر فالانتان لكنه قرر العودة، وهو اليوم في زيارة ثانية "يعود الفضل في جزء كبير منها إلى عبد الرحمن، صاحب نزل الزرگة"، كما يقول، موضحاً: "أنا اليوم في موريتانيا وفي رحلة راجلة مع الجمال والبدو أُصوّر فيلماً عن تجربتي الجديدة".
عبد الرحمن ابن شنقيط وصديق السياح
تُعتبر الرحلات في الصحراء الموريتانية على الجمال وبصحبتهم، أبرز الأنشطة التي تجذب السياح الغربيين، وعبد الرحمن ولد أحودي (38 عاماً) هو أحد أبناء مدينة شنقيط من الذين ينظمونها باستمرار، بالإضافة لكونه صاحب نزل في المدينة.
يسرد عبد الرحمن حكايته لرصيف22، فيقول:"ولدت في مدينة شنقيط وتربيت فيها ولا زلت أقيم فيها. بدأت قصتي مع الرحلات وأنا في السنة الثالثة الإعدادية، حيث قابلت مجموعة من الأوروبيين كانوا ينوون الذهاب في رحلة بين مدينة شنقيط وودان على الإبل، فذهبت معهم. كان ذلك عام 2001، وكانت تلك أول رحلة أقوم بها".
يتابع عبد الرحمن قصته بالقول: "حين عدت استأجرت منزلاً وكان فيه غرفة واحدة، ومن هناك بدأت مشروعي فكنت حين يأتيني زبون غربي أؤجره الغرفة وحين يأتي آخر أقول له إن المكان مشغول، فيظن أن النزل مليء والحقيقة أنها غرفة واحدة".