تَكُو مٓادِي 3 أبريل 1968
كانت أهم القرارات التي تم اتخاذها في الاجتماع التأسيسي للحركة الوطنية الديمقراطية المنعقد بدار الرفيق محمد عينين ولد احمدالهادي في قرية تَكُو مٓادِي الواقعة على بعد ثلاثين كلومتراً جنوب شرقي مدينة كيهيدي عاصمة ولاية غورغول يتعلق بتسمية الحركة ب MDN بمعنى الحركة الديموقراطية الوطني، وقد تغير الاسم في مرحلة لاحقة حيث صارت تعرف بالحركة الوطنية الديمقراطية MND و يبدو أن تغيير الاسم جاء على خلفية الصراع مع القوميين والبعثيين؛ ذلك الصراع الذي قاد الرفاق الى مراجعة فكرية و جعل المهمة "الوطنية" في المقام الاولوي و"الديمقراطية" في مقام ثانوي وذلك تطبيقا لنظرية التناقص الأساسي و التناقص الثانوي...
و من أهم قرارات اجتماع توكومادي نذكر اختبار رئيس الحركة الذي حصل بعد أن تدافع الرفاق المسؤولية بحجة أنهم جميعا مبعدون من مركز الدولة ( نواكشوط ) ما عدا أصغرهم سنا وهو بدن بن عابدين وكان حينها تلميذا في الإعدادية الفنية، قسم الميكانيكا العام، والذي صار عمليا رئيسا لأهم حركة سياسية عرفتها البلاد وقد قام بتلك المسؤولية في سرية مطلقة وتم تكليفه إضافة إلى رئاسة الحركة بما يعرف بالمهام الخاصة
Taches spéciales اختصار ا TS الأمر الذي جعل منه المسير الفعلي غير المعروف من طرف المصالح الأمنية
و في الوقت الذي كانت الوجوه البارزة تعتاد السجون كان القائد المستتر يتولى التموين و الإمداد ويسهر على تكوين خلايا دعم في صفوف الشباب المتحمس وتم وضع نظم:
شباب مسؤول "" خلي النضال يحم
ما فينا حد اكول " تحت التعذيب كلم
و يبقى المهم أن الكادحين بدأوا كفاحهم بمجموعة من المعلمين و تلميذ اعدادية لكنهم كانوا كباراً بطموحهم، رائعون بتواضعهم وقد نطحوا السماء برأس النهوض... حرقوا الشموس بنار الغضب ..
.وكان عملهم جماعياً بامتياز و لذلك صار ، الكادحون العاديون هم المغاوير أبطال القصة المجهولون لا يشق لهم غبار . الفضل لهم جميعا فيما حصل. ..
و من هنا و بعد العودة من توكومادي بدأ النضال الأسطوري للكادحين في الف حكاية و حكاية...
( يتبع باذن الله )