سعدبوه ولد محمد المصطفى: لقد دعمت الرئيس واتطلع في ظل حكمه إلى خدمة وطني

الأستاذ سعدبوه ولد محمد المصطفى كاتب للقصة ومؤرخ ومؤسس للرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة وأيضا مؤسس لنادي القصة الموريتاني وهو معروف بسعة صدره وقدرته علي تسيير الآراء المتضاربة وتوجيهها إيجابيا والاحتفاظ بكل اصحاب الرأي بعيدا عن الاختلاف والنزاع ..

أمضى أكثر من 13 سنة على رأس أهم هيأة من هيئات المجتمع المدني وأكثرها حساسية وهي الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة التي تم الاعتراف بها سنة 2007 فلم تشهد أي خصومة بين أعضاءها أو انشقاق خلال تسييره لهذه الهياة ويعود إلى استقلاليته وعدالته التي يوزعها على الجميع ويثنون عليها في كل مناسبة .. 

في هذه المقابلة يتحدث الرئيس السابق للرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة عن دعمه للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ورغبته في خدمة وطنه خلال حكم هذا الرئيس كما سيتحدث عن تأسيسه للرابطة وكيف خطرت له هذه الفكرة التي لم تخطر لأي مواطن قبله ثم سيتحدث عن المكتب التنفيذي الجديد للرابطة.

 

اقلام:  ماهو موقفكم من النطام الحالي 

 

سعدبوه: لقد اصدرنا غداة إعلان فخامته للترشح للرئاسة بيانا اعلنا فيه دعمنا التام له والانخراط في حملته الانتخابية وحولنا مقر الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة إلى مبادرة لدعم المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني وزارنا وفد من منسقية المبادرات التابعة لحملة المرشح للاطلاع على الوسائل التي عبأتها الرابطة لإقناع أكبر قاعدة انتخابية بالتصويت للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني.. وقد ثمن الوفد هذه الجهود المبذولة من طرف الرابطة ، وقال رئيس الوفد ان هذه الهيئة بإمكانها أن تعبئ جمهورا ناخبا من  ابناء ابطال المقاومة ومن المواطنين في جميع أنحاء البلاد .

وقد قمنا بتشكيل لجان للتعبئة في ولايات نواكشوط الثلاثة وعلى مستوى فروع الرابطة في الداخل ..

اذن موقفنا هو الدعم المطلق لفخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني واستعدادنا للعمل معه خدمة لهذا الوطن العزيز ..

 

ماذا عن الانتخابات التي جرت في شهر أبريل الماضي وتم فيها انتخاب رئيس جديد؟

 

لقد قررت وبالتشاور مع أعضاء الرابطة أن 13 عشر سنة على رأس هذه الرابطة يكفي ولا بد من إتاحة الفرصة لقيادة جديدة للرابطة وهو ما من شأنه أن يضخ فيها دماء جديدة وان يعطيها استراتيجية جديدة عبر أفكار مبتكرة لتحقيق أهداف الرابطة.. وقد تم انتخاب مكتب جديد على رأسه الأستاذ اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد امم وهو من اقوى المدافعين عن حقبة المقاومة الموريتانية ضد الاستعمار، وقد بذل خلال السنوات الماضية جهودا مادية ومعنوية كبيرة للتحسيس بحقبة المقاومة الوطنية و يساعده مكتب كبير من الشخصيات الوطنية والدكاترة والباحثين الذين يؤمنون بأهداف الرابطة.

 

كيف طرأت لك فكرة تأسيس الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة؟

 

هذا السؤال طرح  علي اكثر من مرة ، احيانا بصيغة الاستغراب والتعجب فيقول السائل كيف طرات لك فكرة لم يفكر فيها احد قبلك ؟

تعود مبادرة إنشاء الرابطة إلى سنة 1994 حين طرأت لي فكرة كتابة قصص قصيرة عن ابطال المقاومة الوطنية وكتبت مقترحا لمدير المعهد التربوي الوطني السيد محمد الحافظ ولد الطلبه وقد أحال الدراسة لمدير قطاع الإنتاج وكان الرد ان المعهد يتعامل مع إنتاج مكتمل وليس مشروع عمل.. أتذكر أنني ذهبت إلى الشريف سيد احمد ولد العربي ولد سيد ولد مولاي الزين وكانت عنده وراقة مقابل كلية القانون في لكصر والتقيت به في منزله في امكيزيرة بتيارت ورحب واعارني كتاب الباحثة الفرنسية ديزيرى فيللمين عن تاريخ موريتانيا من 1900 إلى 1960. وناقشت معه إمكانية إنشاء رابطة تهتم بتخليد بطولات المقاومة ووجهني إلى الأمير سيد احمد ولد سيد احمد العيدة لمساعدتي في الامر وهو آنذاك عضو في مجلس الشيوخ ، وفعلا زرت المرحوم سيد احمد ورحب بالفكرة ودعاني للعشاء عنده وعندما لبيت الدعوة وجدت معه القائد والأديب احمد ولد سيدي ولد أحمد عيده وهو في ذلك الوقت رئيسا للهلال الأحمر الموريتاني رحمه الله..

وخلال العشاء تحدث القائد احمد ولد سيدي طويلا عن المقاومة وبالأخص مقاومة عمه الأمير الشهيد سيد احمد ولد أحمد ولد سيد احمد الذي استشهد في 19/03/ 1932 .. وبعد انتهاء العشاء قلت للأمير لقد قررت البحث عن اعتراف لجمعية جديدة اسمها الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة ورحب بها أيضا و قال انه سيبعث معي احد الاخوة ويسمى زيني ولد مولاي الزين لمساعدتي في طباعة نصوص الرابطة .. وتم في أواخر عام 1994 إيداع الملف في وزارة الداخلية واستدعتني بعد أشهر إدارة الحريات السياسية وقالوا ان الرابطة سيتم الاعتراف بها من طرف الوزير محمد الامين السالم ولد الداه وطرحوا علي بعض الأسئلة الشخصية وصرفوني.. ولكن الترخيص للأسف لم يصدر بسبب إقالة الوزير..

عموما انتظرت حتى يوم 29 \ 11\ 2007 حتى صدر الترخيص الأول للرابطة وذلك أيام الرئيس الاسبق سيد محمد ولد الشيخ عبد الله ثم صدر ترخيص تصحيحي آخر في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ..

 

ماذا أنجزت الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة؟

 

إنجازات كثيرة وبدون موارد .. لقد قررت العمل على تحقيق أهداف الرابطة بجهود شخصية بحتة .. فكانت وسيلة تنقلي لمتابعة اجراءات تنظيم ندوة من ندوات الرابطة هي السيرعلى القدمين وفي احسن الأحوال ركوب الباص والتاكسي.. كان الهدف الذي يتراءى لي كبيرا وبالوان الوطن البراقة ولم أكن اهتم لا بالإرهاق البدني ولا بمعاناة الام الظهر والمفاصل ،  و كنت أطرق كل الأبواب  من التلفزيون الرسمي إلى القنوات الحرة لتقديم حلقة عن المقاومة أو المشاركة فيها ، إلى طرق أبواب كل من تشم فيه رائحة التعاطف مع حقبة المقاومة للدعوة للمشاركة في تنظيم نشاط تحسيسي أو دعم تنظيم نشاط من انشطتها .. واليوم يمكن القول إننا انجزنا أكثر من مائة نشاط خلا ثلاثة عشر سنة من عمر الرابطة ما بين الندوة الكبرى إلى المهرجان إلى الفيلم الوثائقي إلى البرنامج التلفزيوني التحسيسي.. إلخ

وابتداء من سنة 2016 بدأت الرابطة تتلقى دعما من الدولة وحصلت على مرسوم بالنفع العام وقطعة أرضية قرب مستشفى القلب ..

 

هل يمكنك أن تذكر أسماء بعض الموطنين الذين وقفوا إلى جانبك لتحقيق هذه الإنجازات؟

 

 الرد على هذا السؤال في غاية الصعوبة فهناك أشخاص كثيرون جدا تعاطفوا مع الرابطة وساهموا في تحقيق كل هذه الإنجازات و لا أريد أن أذكر بعضه وأترك الآخر ، ولكنني سأحيي هنا الرئيس الحالي للرابطة السيد اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد امم الذي كان من أوائل المطالبين بإحياء وتخليد حقبة المقاومة ، كما سأحيي هنا جهود الاخ  محمد سالم ولد اعليه الذي كان ساعدي الايمن منذ ان التحق بالرابطة أواخر عام 2012 وكان جزءا من جميع أنشطة الرابطة خلال السنوات الأخيرة  و سيسيل حبر كثير وأنا أتحدث عن دوره في الرابطة ، وهو الآن يحتل منصب رعاية شؤون أبناء المقاومين في المكتب الجديد للرابطة .

 

ماذا عن دوركم المستقبلي في الرابطة؟

 

انا مجرد عضو فيها وسأتفرغ للتأليف والبحث في تاريخ المقاومة

 

ماهي مطالبكم من النظام الجديد؟

 

أنا من أوائل الداعمين كما قلت للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ويمكن الاستنتاج ان النجاح الذي كان وراء إدارتي لهذه الرابطة الكبيرة والمحافظة عليها خلال هذه السنوات الماضية ، دافعا إلى ان اتولى مهمات رسمية في الدولة قد أحقق فيها نفس النجاح الذي عرفته فترة تسييري للرابطة خصوصا وأنني كنت وما زلت موظفا عاملا في الدولة..

 

بماذا تنصح به المكتب الجديد للرابطة ؟

 

هم لا يحتاجون إلى النصيحة .. فهم كوكبة من كبار الباحثين والمهتمين بتاريخ المقاومة وان كنت سأنصحهم اقول لهم عليكم بسعة الصدر وبرودة الأعصاب والصبر فانتم تدافعون عن مجد الشعب الموريتاني ومأثره البطولية وعن ابطاله الذين دافعوا عنه جهادا واستشهادا رحمهم الله ..

 

اجرى الحوار:

ابراهيم ولد احمود

جمعة, 13/11/2020 - 00:27