إذا لم تستح فاصنع ما شئت

 لست مهتما بدفاع ولد عبد العزيز عن نفسه ولا بدفاع  لفيف محاميه عنه، ولا بما يتهم به غيره من فساد ويبرئ منه نفسه، الأمارة بالسوء.
 ولذلك لم اعلق ابدا على كل مداخلاته ولا على مرافعات محاميه خارج وداخل المحاكم التي مثل امامها منذ ان بدأت محاكمته حول أفعاله خلال عشرية الجمر، التي حكم فيها موريتانيا ولم يرقب فيها إلا ولا ذمة.
 لكن اتهامه لأب الأمة، المرحوم المختار ولد داداه بالفساد، أسقط عليه المثل: " إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، وهو الذي أثبتت افعاله وأقواله منذ نشأته أنه لا يستحي، ومن شب على شيء شاب عليه وقيل يبعث.
 وولد عبد العزيز، إذا بعث على ماشب وشاب عليه، فنعوذ بالله من مصيره.
المرحوم المختار ولد داداه، لا يحتاج لمن يؤكد نزاهته وورعه وتعففه وحسن تسييره وتدبيره لشؤون البلاد والعباد، لأن الجميع والواقع والوقائع تشهد له بذلك، ولا يضره اتهام يتيم من ولد عبد العزيز، وهو في قفص الاتهام، وهو الذي أقر على نفسه وفى أول مؤتمر صحفي له بعد خروجه من الحكم 2019، لا مأسوفا عليه، بأنه ثري جدا وان ثروته ستظل فى ازدياد. وصرح أمام المحكمة هذا الأسبوع بانه يملك من الساعات وحدها قيمة مليون ونصف المليون دولار.
 وهنا أذكره وأذكر الجميع بأن المرحوم المختار ولد داداه عندما اعتقله العسكر في الرئاسة ليلية الأثنين 10 يوليو 1978 كانت بيده ساعة من نوع "ساموس" وهي نوعية رديئة جدا يمتلكها سواق عربات الحمير حينها.
 وهنا لا بد من سرد قصة عن المرحوم حابه ولد محمد فال وهي: ان المرحوم المختار ولد داداه، تعامل معه على بناء داره الوحيدة على الكرة الارضية، وهي الدار المعروفة فى نواكشوط واتفقا على العقد وعلى تسديد المبلغ، الذي لم يحدده، على دفعات.
 وقد تأخر المختار فى تسديد دفعة عن وقتها المحدد، مما تسبب في توقيف العمل. وبعد فترة، يقول المرحوم حاب: استدعاني المختار وقال لي إنه عاجز عن تكملة بناء الدار لأن القرض الذي اخذه من البنك لبنائها قد انتهى وأنني أطالبه بدفعة لم يستطع تسديدها وليست لديه امكانيات لذلك ولا لتكملة بناء الدار. ولذلك يطلب مني بيعها بصفتها الحالية وأن آخذ من ثمنها ما اطالبه به والباقي سيحاول ان يسوي به بعض اموره المادية.
 وقال المرحوم حابه إنه حاول إقناع المختار بالعدول عن فكرة البيع وقدم له مقترحات بدلا عنها فرفضها بالجملة رفضا باتا.
 وأضاف حابه أنه ابلغ مريم داداه بالموضوع فقالت له إن المختار أخبرها بذلك، وأنه قرار لا رجعة فيه.
واوضح حاب أنه اتفق مع مريم على خطة تقضي باتمام الدار وعدم بيعها وأن لا يعلم بها المختار أبدا. وقالت له إن لديها مبلغا من المال فى حساب لها بفرنسا كانت تدخر فيه حصتها من ميراث أمها وسوف تسحب المبلغ وتقدمه له على ان يكمل هو البناء. وتم الاتفاق على ذلك.
 والشواهد على نزاهة المرحوم المختار ومحيطه، لا يعادلها الا الشواهد على فساد ولد عبد العزيز.
 وقصص الهدايا الشخصية التي تلقاها المرحوم المختار طيلة فترة حكمه شاهدة كذلك على نزاهته، ومعروف مصيرها، حيث بنيت بها المدارس، مثل المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين، والمطارات والمستشفيات، وحولت إلى الخزينة العامة، بشهادة العدول من امثال المرحوم د. محمد المختار ولد اباه، والمرحوم محمد ولد اعمر مدير عام الخزينة.. وغيرهما.
والشواهد على فساد ولد عبد العزيز كثيرة ومنها تسجيلات "اكرا"، وبيع السنوسي، والاقرار على نفسه بالثراء، وبالتحكم فى الصفقات، والودائع بالمليارات التي اقر بها بعض من كانت لديهم.. إلى غير ذلك.

رحم الله المختار ولد داداه، ما أحوجنا اليوم إلى أمثاله.

ثلاثاء, 24/12/2024 - 10:43