عبد الرحمن ودادي حرك رواكد عميقة لم يرْمِ غيرُه في بركتها ذرة حصى استقصائية جدية من قبل.
قد نخالفه في درجة الاتهام ما لم تؤيد بأدلتها إنضاجا للملف، لكن لا يسع منصفا عاقلا أن يتجاهل دوره حتى الآن؛ خاصة أنه صرح بأن لديه تفاصيل غير معلنة تمنحه مهلة نظرية من جانبنا جمهور المتابعة. نون الجماعة هنا على اعتبار وجود جمهور على هذه الشاكلة متردد موضوعيا.
نخالفه في موضوعات أخرى من تعاطي الفيسيوك ومواقفه وتحيزاته، ونخالفه في مسألة موالاته وتغيير شحنته فجأة نحو الرئيس من ذم الى مدح 180د، لكن تلك البَسْتَرَة في درجة المعارضة لديه، على فداحتها وغرابتها وحقنا في الإنكار عليه فيها، لا تعني أن يؤاخذ بجريرتها في ملفات معارضة أخرى يواجه فيها مراكز قوة ومجاميع بنكَلَةٍ من عتاة الأشاعبة، أو ان يُتجاهل نشاط له في العمل الوطني عموما، حتى نتبين صحة مسعاه، ولا أن يختلط علينا من يخالفه لتلك الاسباب الموضوعية ومن يخالفه مناكفة ذاتية وصراعا على حيز وهمي أزرق.
العمل الوطني وبث الوعي ومواجهة الفساد، ذلك حمل جماعي متنوع الأدوار والزوايا، و"حمْل اجماعة" اعل بابها، وكل من انبرى لثغر فيه، فهو عليه قائم بدور، ولا زاعم لكمال المثالية. الأكثر غرابة أن يدير له بعض من كانوا من ملته تيارا "تقدميا" محليا (زعما للاتصاف بالصفة)، وبعض من وقف معهم في السابق ضمن تحيزات تيارهم، فيمارس أولئك الصمت الشيطاني اليوم تجاهلا لقضيته، فذلك من رديئ المواقف وكواشف السرائر السيئة؛ خاصة إن تَنَكَّهً ذلك الصمت بطمع في منفعة أو خشية من حرمان من حظوة.
عبد الله محمد