أزمة الشعارات الفارغة والخادعة

حسناً فعلت الحكومةُ حين قررت، بموجب قانون توجيه النظام التعليمي وشعار المدرسة الجمهورية، أن يقتصر التعليم الابتدائي بشكل كامل على المدارس العمومية في غضون ست سنوات. 
 ومع ذلك فثمة اليوم في نواكشوط آلاف الأسر التي لا تجد لأطفالها مدرسةً تقبلهم، فما سبب هذه الأزمة غير المسبوقة؟  
 لقد مر الآن نصف الفترة المحددة بست سنوات، لكن عدد المدارس الحكومية لم يزد كثيراً خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ ما تزال نسبتها إلى المدارس الخاصة في حدود 1 إلى 10، كما يذكر أهل الميدان. وفي ظل الزيادة الديموغرافية المرتفعة في نواكشوط، وتزايد الوعي العام الذي يدفع مزيداً من الأسر إلى إلحاق أطفالها بالمدارس.. وغير ذلك من العوامل والمتغيرات، فقد كان من المفترض أن تضع الحكومة برنامجاً واضحاً وحقيقياً ودقيقاً لتوسيع الخريطة المدرسية، وصولا إلى مضاعفتها عشر مرات مع نهاية الفترة المحددة. وهو بالطبع ما لم يحدث في الواقع، ومن هنا نشأت الأزمة الحالية، بسبب الارتجالية وغياب التخطيط، والتلهف إلى رفع شعارات طنانة، لكنها فارغة وخادعة، وتبنّيها دون تمحيص ولا تدقيق!

 

محمد ولد المنى

خميس, 10/10/2024 - 22:17