كنا بخير عندما كنا ندرس في فصل واحد

كنا بخير عندما كنا ندرس في فصل واحد، لا فضل فيه لعربي على عجمي، ولا لأسود على أبيض، ولا لغني على فقير إلا بالتفوق والاجتهاد..يعلمنا، ويربينا مدرسون لا ينشغلون عنا بمدارس تجارية تدفع لهم أضعاف ما تدفع لهم الدولة..
كنا بخير عندما كنا نجهل ما يسمى اليوم دروس التقوية، والحصص المسائية التي تقدم خارج الدوام الرسمي..
كنا بخير عندما كان أساتذة المواد الرئيسية لأقسام البكالوريا يقدمون حصصا مجانية مساء السبت وصباح الأحد..
كنا بخير عندما كانت اختبارات الأقسام النهائية لا تبرمج خلال ساعات الدراسة..
كنا بخير عندما كنا في السنة الدراسية على نفقة الكفالات المدرسية نقلا، وطعاما، وسكنا، ويقدم لنا الصابون لغسيل اللباس..
كنا بخير عندما كنا نأخذ كل أسبوعين أقراص الفيتامين ونبتلعها أمام المرافب..
كنا بخير عندما كان المشاغبون، والمتغيبون دون مبرر، يخضعون للحجز خلال عطلة الأسبوع في مباني المؤسسات تحت إشراف المراقب ليراجعوا دروسهم، كل حسب محكوميته، من الساعتين، إلى الثلاث، إلى الأربع..
كنا بخير عندما كانت الدفاتر والأقلام تدفع لنا مجانا،
وتعوض إذا اكتمل استخدامها..
كنا بخير عندما كانت تدفع لأبناء الفقراء منحة خارجية فصلية قدرها 2933 أوقية...
كنا بخير عندما كنا لا نعرف من الأحزاب إلا: سبح، وعم، وقد سمع، وغيرها من أحزاب القرآن..
كنا بخير عندما كنا نخضع لدكتاتورية المركزية بدل فوضوية اللامركزية حيث تتدخل مراكز النفوذ المحلية، إدارية، وقبلية، وسياسية في حركة المدرسين، وأحيانا تسمية المؤطرين...
كنا بخير عندما كانت أمهاتنا ترسلن لنا قطعا نقدية في مهجرنا الدراسي تتراوح بين عشر أواق، وعشرين أوقية كل شهر، وأحيانا كل شهرين...

خميس, 10/10/2024 - 16:06