احمد ولد داداه الرجل الغني عن التعريف، تشح المعاجم عن الفاظ تصف خصاله، ظهر في الزمن الخطأ في المكان الخطأ، فكان مدرسة أسست للأخلاق السياسية فأحدثت ثلمة في المجال ( السياسة) الأكثر وقاحة ونذالة وحقارة، أمها انتهازيون كثر فكانت لهم مطية مُوَصلة الى حيث تُشرِّع لهم ابواب الريع والجاه والتفوق والتمكين، بعد أن غسلتهم من الأدران واخرجتهم من مستنقعات الذل والهوان، من كراسي مدرسته المتواضعة تعلم الجل، ومن على كراسيها طعنه الخلان ورفاق الدرب وزَّاوروا عنه في احلك الظروف، عند كل هيعة كانوا يحسبونها عليهم وأنها قاضية عليه، فتتذكر خيولهم الجوامح مرابط النجعة في اكناف القصر الرمادي، فيصدرون بيانات الرحيل الى غير رجعة ، شكل أحمد ولد داداه كوابح مناعة من أن تميد سفن وطنه فيصيبها ما اصاب دول الجوار التي استمع معارضوها للنصح "المسموم " من عدو الخارج المُوظف لِحَقدَةِ الداخل فاشعلوا النيران في أوطانهم
وكما ظهر احمد ولد داداه في الزمن الخطأ في المكان الخطأ، غيض الله لهذه البلاد الرجل الصبور ذو النظر الثاقب، محمد ولد الشيخ الغزواني الذي سعط حليب العرفان ( التصوف) حتى لم يبق في صدره غلا للذين ءامنوا، بصيرا بأحوال بلده وما حكيك له من قبل وما يحاك له حتى وصل حافة الهاوية، وكاد أن يلج النفق الأكثر ظلاما ( الحرب الأهلية) بعد أن أطبق اعداء الخارج بأيدي اعداء الداخل خطة تمزيق نسيج المجتمع بخطى مدروسة بإتقان، علمت ولد الشيخ الغزواني مدرسة العرفان التي رضع حليبها وحفته برعايتها ،الصبر والصفح والتأني والحلم، وعلمته مدرسة الرجولة (الجيش) الصلابة والتضحية من أجل وطن يختزن كل تاريخه، كان مطلعا على كل ما يخطط له..
قيض الله ولد الشيخ الغزواني لبلاده في السنين الممحلاة، ففي سنته الأولى كانت خزائن الدولة فارغة، وفيها توقف العالم فجأة فلم يعد يطير في الجو سوى الطيور، ولا تبحر سوى الحيتان، فكان الرجل الذي اختاره الله لينقذ عباده، فوزع الاطعمة والالبسة والادوية على المحتاجين حتى رفع الله البلاء عن عباده..
شَرعِّ ابواب القصر واستمع لكل ظالم ومظلوم، وقدم البلسم الشافي لأمراض القلوب من غِلٍ وحقد وحسد دفين في نفوس معظم من يتصدرون المشهد، فقضى على التوترات والخصومات حتى ركن الكل الى الدعة والسكون، وانساقوا الى المشتركات واندعوا الى الانتخابات وفق ما اتفقوا هم عليه لا ما سُطر لهم كما كان عليه الحال .
لا يتهم غير حسود معروف النفاق أحمد ولد داداه في وطنيته وصدقه والتزامه بمبادئه، وليس دعمه لصاحب الفخامة سوى قناعة منه أنه الرجل القادر على القيادة في لحظة احاطت الخطوب بالمنطقة ومادت سفنها وتغشتها الأمواج والعواصف من كل جانب، وأصبحت البلاد احوج ما تكون لرجل حلب الدهر شطريه، وخَبر القرع بالعصا لا ضرب من عصى، همه التنمية واخراج اهله من كل الأزمات، فحط الخيرون رحالهم ببابه داعمين له حتى اصبح لسان الحال مع الفارق يردد قول "لمغني"
كل انهار اتج خيل أولاد@ عبدلل شورك تكود
واتجيك ادفينيج تنكاد@ من عند احمد ول امحمد
واتجيك جدي هي زاد@ من عند أولاد سويد احمد