لم تحسب إسرائيل كثيرا حسابات الأعراض الجانبية الخطيرة لحربها الوحشية ضد غزة. لم يكن في حسبانها أنها ستفتح عليها جبهة الرأي العام العالمي بشكل غير مسبوق، وتتسبب في موجة رفض هائلة "للمسلمات السياسية" الأميركية، دخلت حرم الجامعات الأميركية العريقة بشبابها ونخبتها، في استدعاء لسوابق تاريخية كان لها ما بعدها.
ولا تبدو التحركات الاحتجاجية في الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين وضد المجازر الإسرائيلية مجرد رد فعل عفوي، ثمة تراكمات سياسية واجتماعية ونفسية ولدت "حركة تمرد" ضد المؤسسة واتجاهاتها، يبدو الحراك بلا أيديولوجيا، ولكنه شديد التعبير عن عودة الشباب الطلابي إلى معترك الحياة السياسية بتأثيره الواسع وقدرته على التغيير الذي أثبتته خلال عقود سابقة.