بدا معالي الوزير وسعادة السفير إسلكو ولد أحمد إيزيد بيه في مقاله الأخير مرتديا جلبابا من الإستعلاء لا يليق برجل له صولات وجولات في مدرجات الجامعات وأروقة السفارات ولم أجد تفسيرا لهذا الإستعلاء سوى أن سعادة السفير يؤكد بمقاله هذا استقالته من العمل الديبلوماسي ، ولأن الإستعراض من مقدمات الإستعلاء فقد استعرض معالي الوزير جانبا من ثقافته من خلال ذكره لأسماء بعض مثقفي الغرب ونظرياتهم التي بحثت جليا في في ثنايا مقاله عن علاقتها بجوهر ومضمون المقال ولم أعثر لها على أثر مقنع
إستعلاء الدكتور الجامعي المرموق في مقاله هذا ترجمه من خلال ثلاثة إساءات للمثقفين للعرب وللثقافة الحسانية وأخيرا للدولة الموريتانية .
أظهر معالي الوزير ومدير الديوان السابق إحتقاره لسذاجة المفكرين والساسة العرب ثم أتبعها بنظرة دونية للأدب الحساني حين كتب بأسلوب تفوح منه رائحة الفخر أن الأدب الشعبي الحساني غير مهم بالنسبة له فهو باحث في أمور أكثر أهمية وهذا يشي بأنه كان أحد منظري العشرية السابقة التي تحتقر الآداب والعلوم الإنسانية وتهتم بالتكوين المهني .
ثم وصف الإطار العاصمي موريتانيا بهشاشة البنية الإجتماعية وفي هذا أيضا إساءة لنظام حكم موريتانيا عشرة أعوام ثم تركتها هشة البنية الإجتماعية .
جميل أن ان يستقيل موظف حكومي لمجرد ورود إسمه في تحقيق برلماني حول الفساد ، لكن الأجمل أن يسقيل الموظف بصمت تاركا التحقيقات تأخذ مجراها وهو ما لم يفعلها الدكتور إيسلكو حين حاول أن يختصر هدفا ساميا وتوجها نبيلا للدولة الموريتانية في صراع بين رجلين !
أنا أحترم كثيرا فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بصفته رئيسا منتخبا لبلدي وأتمنى له التوفيق والسداد وأحترم أيضا الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بصفته رئيسا سابقا للجمهورية الإسلامية الموريتانية ولكنني لا أوافق الدكتور إيسلكو رأيه حين يختصر موريتانيا في صراع الصديقين .
هذا المقال أكد لي نظرية سابقة مفادها أننا نعاني من أزمة في رجال الدولة فحين يتحدث وزير خارجية حديث العهد بالوزارة بهذه الدرجة من قلة التحفظ و بهذه القراءة التي لا أحب أن أصفها بالسطحية وأن يستخدم قاموسا غير ديبلوماسي مثل " البرلماني منتهي الصلاحية فإن ذلك يعزز من نظريتي والتي أتمنى أن تكون من باب أن الشفيق مولع بسوء الظن .
كنت أنتظر من أكاديمي مرموق وإطار عصامي أن يكتب في " لبتيت التام " أو " لبير " فإذا به للأسف يكتب في " بوسوير "
بابه أربيه