حتى لا نُضَيِّع فرص كورونا (1)

توجد مِنَحٌ في طيات كل محنة، وتوجد فرصٌ في ثنايا كل أزمة، وجائحة كورونا لا تشذ عن القاعدة، ففي هذه الجائحة توجد فرص كثيرة، أن نكتشف نحن تلك الفرص أو لا نكتشفها، أن نستثمرها أو لا نستثمرها، تلك قصة أخرى.. المؤكد هو أن هناك فرصا عديدة في محنة كورونا، وسنحاول من خلال هذه السلسلة أن نميط اللثام عن بعض تلك الفرص، وأن نقدم ـ إن شاء الله ـ بعض المقترحات لاستغلالها استغلالا أمثل .

وستكون البداية من خلال الحديث عن "مدخرات كورونا"، والتي نقصد بها تلك الأموال التي فرضت كورونا أن يتم إدخارها، وسنتحدث في هذا المقام عن نوعين من المدخرات، وهما مدخرات الدولة ومدخرات بعض الأفراد الميسورين.  

أولا / مدخرات الأفراد 

لقد أجبرت كورونا بعض الأفراد الميسورين على أن يدخروا مبالغ مالية كانوا سينفقونها لولا تفشي كورونا في العالم، ومن تلك المبالغ التي تم إدخارها يمكننا أن نذكر: 

1 ـ الأموال التي كان سينفقها بعض الميسورين على الاصطياف في الخارج.

2 ـ الأموال التي كان سينفقها بعض الميسورين على العلاج في الخارج.

3 ـ الأموال التي كان سينفقها بعض الموريتانيين لأداء العمرة، وربما لأداء فريضة الحج إن تم تعطيل الحج لهذا العام.

هناك من كان يعتقد بأنه لن يشفى من مرضه إلا إذا سافر إلى الخارج، ومع ذلك فقد أجبرته كورونا على أن يتعالج في مستشفياتنا المتواضعة، وقد شفي...إن شكر نعمة الشفاء من المرض دون السفر إلى الخارج، تقتضي ممن شفي، أن ينفق المبالغ التي كان سيمول بها رحلته العلاجية على المرضى الفقراء في بلده. وعلى من كان سيعتمر وحرمته كورونا من العمرة أن يتصدق بالأموال التي كان يخصصها للعمرة على الفقراء، وسيكتب له بذلك أجرٌ عظيم.   

ثانيا / مدخرات الحكومة

1 ـ الأموال التي كانت ستنفق على التكوين في الخارج وعلى البعثات المشاركة في المؤتمرات والندوات والمعارض والمهرجانات الدولية، والمواسم الرياضية، أي كل ما كان سينفق على أسفار وإقامة الموظفين الحكوميين خلال الخمسة وأربعين يوما الماضية، والتي مرت ـ حتى الآن ـ على وقف الرحلات الجوية من وإلى موريتانيا.

2 ـ الأموال التي كان سيصرفها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي كنفقات على علاج بعض المرضى الذين كان سيتم رفعهم إلى مستشفيات في الخارج.

3 ـ الأموال التي كانت تنفق على البعثات الرمضانية إلى الخارج، وتلك التي كانت تنفق على البعثة الرسمية إلى الديار المقدسة، إن تم تعطيل الحج لهذا العام.

إن من الفرص المتاحة في هذا المجال، هو أنه على الحكومة ـ ترشيدا لمواردها ـ أن تلجأ مستقبلا للقمم والندوات والمؤتمرات الافتراضية كلما كان ذلك ممكنا، ولقد تم تنظيم بعض القمم والندوات الافتراضية في بلادنا خلال الفترة الماضية، وقد كانت ناجحة. 

ومن الفرص التي يمكن استغلالها في هذا المجال، هو أن يتم تخصيص بعض تلك الموارد المالية التي لم تنفق بسبب كورونا لقطاعات أخرى أظهرت جائحة كورونا مدى أهمية الإنفاق عليها كالصحة، والزراعة، والصيد البحري ...إلخ

حفظ الله موريتانيا..

محمد الأمين ولد الفاضل

[email protected]

سبت, 02/05/2020 - 20:00