مقترحات عملية للحد من الحرائق المنزلية

لقد حث الإسلام علي اتباع أساليب السلامة في أكثر من موضوع في القرءان الكريم قال سبحانه وتعالي: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة، وقال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) النساء.

وتحث هذه الآية الكريمة تحذر الانسان من أن يلقي نفسه في المهالك وتحثه على الأخذ بالحيطة والحذر والتبصر واتباع السبل القويمة التي تنجيه من المهالك والمخاطر المحدقة به كما قال تعالي( ولا تَقْتُلُوا أنْفُسَكم إنَّ اللَّهَ كانَ بِكم رَحِيمًا) النساء 29 ،فالحق سبحانه وتعالي يرشدنا الى الطرق الصحيحة واتخاذ الأسباب والتوكل عليه، فاذا ترك الانسان ترك الانسان فعل الأسباب فانه بذلك يكون مهملا، واذا أهمل فقد يقتل نفسه بإهماله في عمله وعدم تطبيق الطرق والتعليمات الصحيحة أثناء تأديته لعمله ’, وبذلك قد تقع الحوادث

كما أن السنة النبوية أوضحت اهتمام الإسلام بالسلامة بتحذير المسلم من كل ما يؤذيه أو يلحق الضرر به أو بالآخرين ومنها قوله صلي الله عليه وسلم * لا تتركوا النار في بيوتكم حين تناموا *البخاري 1401 ه ص 171 وقوله صلي الله عليه وسلم ( غلِقوا البابَ ، وأوكئوا السِّقاءَ ، وأَكْفِئوا الإناءَ ، أو خمِّروا الإناءَ ، وأطفئوا المصباحَ ، فإنَّ الشَّيطانَ لا يَفتحُ غِلقًا ، ولا يحلُّ وِكاءً ، ولا يَكْشفُ آنيةً ) البخاري 1401 ه ص 23 , كما روي عنه صلي الله عليه وسلم أنه سمع بيتا احترق على أهله بالمدينة في لليل فقال إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها *البخاري 1401 ص .71

كما اعتبر الانسان جسم الانسان أمانة يجب المحافظة عليه، حيث حرم عليه أكل الحرام أو شربه وكذلك الضار أو السام من المطعم والمشرب.

ومن هنا ندرك أن الدين الإسلامي الحنيف قد سبق نظريات السلامة من خلال الأخذ بقواعد ومفاهيم السلامة الوقائية، حيث حث الانسان على الأخذ بأسباب الوقاية في كل زمان ومكان، كما ندرك أن السلامة الوقائية في الإسلام تمثل جانبا مهما من جوانب الإسلام، حيث أن الانسان عندما يأمن على نفسه من المخاطر التي تهدده أيا كان نشأتها ويأمن على ماله وعرضه، فان ذلك من الركائز الأساسية التي تعينه وتحقق له بقاءه في الأرض، وبذلك يقوم بما أوجبه الله عليه من الواجبات الدينية والدنيوية.

في هذه السطور نحاول أن نتناول الحرائق المنزلية ومن المعلوم أن الحرائق في الأسواق والأماكن الضيقة ينطبق عليها نفس المبدء، نتناول الأسباب وطرق الوقاية والتدابير التي تلزمنا حتى تنجب الحرائق إن استطعنا الى ذالك سبيلا.

تقتصر أضرار حرائق المنازل على خسارة مادية في بعض الأحيان؛ إلا أنها قد تتسبب بأضرار ومآسي لا تنسى وخاصة إذا راح ضحيتها فرد أو أفراد من ساكنة المنزل؛ ولأن أرواح البشر هي أعز ما نملك؛ فمن الضروري اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تساعد على تجنب الحرائق المنزلية.

بالتطرق لأسباب الحرائق يمكن تقسيمها عمليا إلى أسباب داخلية تتعلق أساسا بطبيعة الساكنة كالتدخين في المنازل وترك بقايا السجائر فهده البقايا قد تستمر ساعة وهي قابلة لإشعال المنزل بعد رميها فيه فقط بملامسة مادة قابلة للاشتعال مثل الأفرشة، ثم أسباب خارجية مثل التماس الكهربائي، بالإضافة الي الأجهزة الكهربائية التي توصل في المنازل والتي قد تتعرض لأعطاب صناعية، تضاف الى ذالك الغازات المنزلية التي تشكل أكبر مصدر للحرائق المنزلية، لأنها غير مرئية و قايلة للاشتعال عند ملامسة أقل شرر.

وهذه نصائح مفصلة لتفادي الحرائق المنزلية

 

* التأكد من إبعاد أي من مصادر الاشتعال عن الفرن كواحدة من طرق تفادي الحرائق المنزلية.  

*التسجيل في دورات خاصة للإسعافات الأولية أو الخاصة بتعليم التدابير الواجب اتخاذها عند حدوث حريق في المنزل

*الصيانة الدورية للأنابيب الغاز والأجهزة الكهربائية وتعد هذه الخطوة من نصائح لتجنب الحرائق في المنزل التي يغفل عنها الكثير.

*التدرب على الطريقة الصحيحة لإخلاء المنزل في حال نشوب حريق.

*فتح النوافذ والأبواب في حال ملاحظة تسرب الغاز في المنزل والتأكد من عدم التدخين او إشعال إضاءة المنزل.

*الفحص الدوري لتمديدات الكهرباء في المنزل الداخلية والخارجية وإصلاح التالف منها.

*الحرص على وجود طفايات الحريق في المنزل والتأكد من صلاحيتها بشكل دوري.

 

محمد عينين احمد

مؤلف كتاب السلامة والصحة في موريتانيا

رئيس منظمة السلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة

[email protected]

 

 

جمعة, 16/06/2023 - 13:26