لقد كان الهاجس الفيسبوكي طاغيا على أداء بعض أعضاء الحكومة الحالية، حتى بدت في احيان كثيرة حكومة افتراضية تعبر عن تطلعات هذا العالم غير الواقعي!
وهو ما كان له الأثر الطيب في تعامل هذه الحكومة مع جائحة كورونا (فرب ضارة نافعة) لان إجراءات الوقاية وإغلاق الحدود والحجر الصحي وحظر التجول كانت إجراءات متقدمة ومستجيبة إلى أقصى متطلبات الواقع الافتراضي غير الواقعية..
غير ان الطبع يغلب التطبع دائما لذلك تبين ان جل الإجراءات التي بدت علمية احترازية متقدمة لم تطبق في العالم الواقعي بنفس الصرامة التى طبقت بها في العالم الافتراضي، وانها في جوهرها كانت مجرد محاكاة نفذت برياء من يهتمون بالشكل على حساب المضمون إرضاء لمراهقي العالم الافتراضي المنفصلين كليا عن الواقع:
فقد تم ترك ركاب الطائرة القادمة من فرنسا (بؤرة انتشار) دون حجر صحي لان آلية اتخاذ القرار أخرت صدوره بدقائق عن خروج الركاب!
كما أكدت مراجعة المواطن المصاب (مشتبه به نموذجي) لأكثر من عيادة -ان صحت-دون اكتشاف إصابته عدم التنسيق مع القطاع الخاص أو ان هذا القطاع لا يؤخذ الجائحة على محمل الجد!
الطريقة البطيئة وغير الاحترافية التي استجاب بها الفريق المكلف بالحماية من الفيروس تؤكد ان تشكيل هذا الفريق كان إجراء شكليا للاستهلاك الإعلامي أو انه على الأقل لم يقم بتدريبات ميدانية بأسلوب المحاكاة ولم يجهز ليكون قادرا على حماية أفراده أحرى أن يكون قادرا على حماية البلاد..
تأخر وضع المسافرين الذين كانوا على متن نفس الرحلة في الحجر الصحي بل إن بعضهم قد اتصل من تلقاء نفسه على الرقم الأخضر للإبلاغ عن نفسه وكانت الاستجابة متخلفة عن سابقتها!
القوى الأمنية المشرفة على حظر التجول وظيفتها الحقيقية هي خدمة انتشار الفيروس بجمعها لشتات الناس في مكان واحد (مفوضيات الشرطة، مداخل المدن، كارفور ألاك) كل ليلة من السادسة وحتى الصباح
أكثر من أربع وعشرين ساعة لتأكيد إصابة زوجة الرجل المصاب وهي أول مشتبه به مفترض!
وعلى العموم ما زال بالإمكان أبدع مما كان، ونتمنى على الله أن لا يكون الفيروس قد انتشر وما زال بإمكان الحكومة ادارة المرحلة الحالية والقادمة بشكل أكثر عمقا وصرامة حماية للبلاد؛ وحتى لا تضيع الجهود المبذولة والتى سيكون لها من الآثار الاقتصادية والاجتماعية... ما سيكون تحمله صعبا وباهظا -لا قدر الله- اذا لم يتم احتواء الجائحة!
وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد..