لقد عودنا بيرام ولد عبيد منذو أن اختار أن يسلك نهج التطرف و الغلو و الشطط على أن يكيل الشتائمة المقذعة و يوجه الشتائم الشنيعة الكاذبة للبلاد في المحافل الدولية ، و عودنا كذلك على الاسترشاد و الاستقواء بهيآت و ومنظمات مشبوهة و ذات اجندات خفية ، تتذرع بالدفاع عن حقوق الانسان و بالسعي الى تحقيق المساواة و العدالة بين مكونات شعبنا وهدفها الحقيقي هو النيل من سمعة بلادنا و تشويه صورتها و زعزعة استقرارها و تهديد أمنها من خلال زرع الضغينة و البغضاء وأثارة الفتن و النعرات و الاصطراع بين مكونات شعبها.
و رغم ما يكتسيه هذا الموقف من رعونة و خطورة و ما يستلزمه من توجس و تحفظ و مواجهة لا هوادة فيها ، فقد تم و لوقت طويل التغاضي و التصامم عنه و عدم مواجهته بما يستوجبه من حزم و صرامة ، وذلك ربما أملا في أن يتغلب العقل و تسود الحكمة و يتم الارعواء عن التمادي في عدوانية غير مبررة , لكن طبيعة و خصائص الهيآت و المؤسسات التي اختارت بيرام ولد عبيد و زكته و أتت به الى مؤتمر جنيف لحقوق الانسان الأخير كانت صادمة بالقدر الذي كان به الخطاب الذي ألقاه الرجل في المؤتمر بذيا و مهينا و موغلا في التحدي و الاستفزاز للشعب الموريتاني و مؤسساته و قادته و نخبه و قيمه و مثله و ثوابته.
أجل لقد كانت طبيعة المؤسسات المسؤولة عن تنظيم هذا المؤتمر و هوية الشخصيات المشرفة على تسييره مريبة ألى ابعد الحدود : فمركز راؤول فيلنبرغ لحقوق الانسان الذي تولى تنظيم مؤتمر جنيف الأخير هو مركز يهودي تديره مجموعة من الصهاينة المعروفين على الساحة الدولية . فرئيسه المدعو ايرون كوتلر هو سياسي يهودي صهيوني يرأس المجلس الاسرائيلي الأعلى للشؤون الخارجية كما أن رؤساؤه الشرفيون كلهم يهودأ صهاينة أو متصهينين . و هم : الأمريكي الصهيوني جون شمغر الرئيس السابق للمحاكمة العليا الاسرائيلية ، و السيدة الكندية المتصهينة روزالي آبيلا و هي قاضية بمحكمة كندية . و من نافلة الاقول هنا أن انتماء قادة و مسؤولي هذا المركز و صلاتهم الوطيدة بمؤسسات صهيونية معروفة ، هي وضعية تستحيل مواءمتها مع الانخراط الى جانب حقوق الانسان . اذ أن الصهيونية و حقوق الانسان هما على طرفي نقيض ، كمايعلم الجميع. و لا يمكن أن يتمتع أي شخص و لا اية هيأة تربطها صلات وطيدة بصهاينة معروفين ، بالصدقية و الثقة و الاحترام لدى الموريتانيين المتوفرين على مثقال ذرة من النزاهة االفكرية و الوطنية و الالتزام تجاه قيم و ثوابت الشعب الموريتاني العربي الافريقي المسلم، اذ أن من البديهي أن من يعتنق الفكر الصهيوني و يتغاضى تبعالذلك عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الفلسطينيين و عن سياسة التعذيب و و التهجير القهري و الابادة الجماعية الممارسة ضد الشعب الفلسطيني ، لا يمكن بحال من الأحوال تصديق انخراطه الى جانب حقوق الانسان و التزامه الصادق بالدفاع عن ضحايا الغبن و الاسترقاق.
و يعتبر الخطاب الناري المتهور و المتقعر الذي قدمه بيرام ولد عبيد في مؤتمر جنيف المذكوربمواكبة و مباركة رئيس المركز ، يعتبر تحديا وقحا للشعب الموريتاني و عدوانا لفظيا صارخا على نخبه و مؤسساته و قادته كما يعد استهتارا بقيمه و مقدساته ، زيادة على كونه يشكل استفزازا و احتقارا لسلطات البلاد و تشويها لسمعة الوطن و تلطيخا متعمدا لصورته. فالاتهامات الكاذبة الشنيعة الموجهة للوطن و مؤسساته و قادته و حرمته و سيادته تمثل في واقع الأمر جريمة تشهير و تحريض و نقل للاخبار الكاذبة ، تستوجب تقديم صاحبها للعدالة بل و تجريده من حقوقه المدنيىة و منعه من ممارسة أية مسؤولية عمومية في البلاد بدءا بطرده الفوري من البرلمان وانتهاء باخضاعه للعقوبات التي تنص عليها قوانين البلاد في ما يتصل بالتشهير الكاذب بالوطن و الاساءة المبيتة الى سمعته و حرمة مؤسساته و الاستهتار المقصود برصيده الاخلاقي و السعي عن سابق اصرار وترصد الى تلطيخ سمعته في المشهد الدولي و تقويض هيبته في حظيرة الامم.
وهذا ذنب لا يغتفر و لاينبغي لسلطات البلاد ان تتغاضى عنه ، ايا كنت الظروف و الملابسات . و لا يجوز لنخب البلاد ان تتجاهله أو تضرب عنه صفحا . فقد ذل شعب تبول عليه الثعالب دون ان يحرك ساكنا