واحات النخيل في موريتانيا... مخاوف من اندثار ثروة وطنية

يرتبط الإنسان الموريتاني بالنخيل، علاقة أقرب إلى الحميمية، إذ يرعاها، ويبجّلها، ويقدّرها تقديراً كبيراً، بحكم الثقافة المحليّة، فيرى أنها تستحق معاملة مَلَكيِّةً. إنها بالنسبة إلى أبناء المواطن الموريتاني، ليست مثل بقية أشجار الأرض ونباتها، ويرى أنَّه إن عاملتها بما يليق بمكانتها، أكرمتك، وأغدقت عليك خيراتها التي لا يضاهيها شيء. لذلك، تنتشر واحات النخيل في البلاد الشاسعة، والمترامية الأطراف، وفي أكثر من ولاية من ولايات موريتانيا. وللإنسان الموريتاني مع التمر حكاية عشق مصرّح بها، فالتمر بالنسبة إليه غذاء، وفاكهة شبه مقدسة، وتكسب عنده في أي منافسة تدخلها.

 

"الگيطنة" موسم تبجيل التمر والنخيل 

حسب بعض الدراسات التاريخية، يرجع تاريخ غرس النخيل في موريتانيا، إلى القرن الحادي عشر ميلادي. وقد ذكر المؤرخ البكري (1058م)، عشرين ألف نخلة حول حصن آزوگي في آدرار. وهناك أحاديث عن كون أول من غرس النخيل في واحات آدارار، هم البافور، وهم شعوب كانت تسكن في ولايتَي آدرار، وتگانت.

للتمر والنخيل مواسم، وطقوس، وتقاليد، وعادات مرتبطة به، ويُعدّ موسم الگيطنة (موسم جني التمور)، أهمَّ مواسم التمر في موريتانيا، إذ يكون فرصة لالتقاء الناس، ولحركة سوق التمر، وازدهار الواحات، ومناطقها.

 

للمتابعة

جمعة, 08/10/2021 - 09:38