الصورة المستفزة!

هذه الصورة مستفزة من وجهين: 
ما تعنيه في ذاتها اولا ثم ما انبثق عن نشرها من تملاس هو عذر اقبح من ذنب!

هذا الوزير تحديدا اقتنت إحدى ادارته التابعة لقطاعه منذ أسابيع دفعة سيارات رباعية من آخر طراز معدل سعرها ٣٠ مليون أوقية ويملك ديوانه -ضمن امتيازات الخدمة - مثل ذلك سيارات عابرة للصحراء والادغال مجهزة بسائقيها!

فأي شيء يدفع مثله في بلد فقير جدا في مستوى ساكنته أن يؤجر جيت خاص لتنقلاته؛ 
اذا قيل الواجب الوظيفي، فهو ممكن عبر السيارات الرباعية المكيفة 
اذا قيل السرعة فهو ليس في زيارة استثنائية 
اذا قيل الأمن فهو وزير الأمن الداخلي والبلد أصلا-واللا لطف مولانا بعد- ليس بها كوماندوزات محترفين ليتعرضوا له
اذا قيل صعوبة الظرف الطبيعي فالخريف انقضى والطرق سالكة عموما دون فيضانات أو انهيارات
اذا قيل الطرق حالتها سيئة فذلك هو بؤبؤ عين القبح والوقاحة؛ فهل يردها المواطنون كرها ويردها هو صفوا! كيف لمن يدفع راتب الوزير ونقل الوزير ومؤونة الوزير وصحة الوزير وحراسة الوزير أن يكون مستخدما يوميا لطرق صعبة ثم يترفع ذلك المدفوع له عنها!

ابلغوا السيد الحاج غلام أن مرافعته المقتضبة عن وزير الداخلية وإن تُفهمت في السياق لكنها خاطئة المضمون قياسا واستئناسا و عدم تحقيق مناط:
 فما ذكر عن احمد ول داداه وسونمكس وكونه استخدم حينها طائرة، لا يستقيم طرحا تبريريا من عدة اوجه:
 - فالأمر يتعلق بمدير شركة عامة محورية آنذاك معنية بالاغاثة والتموين، وجميعنا نذكر دورها ومباشرتها لحياة الناس بعد الجفاف وفي إطار تموين السوق مترامي الأطراف. 
- والظرف آنذاك ليست به شبكة طرق كالموجودة حاليا مغطية اغلب الولايات
- السيارات الحكومية حينها ليست مكيفة واغلبها لاندروفر يدوية التروس وليس بها جي بي اس وليس للمسؤولين هواتف ثريا  
- أن شخص احمد ال داداه سونمكس لا يستقيم وضعه في تلك المقارنة التبريرية الاختزالية؛ بأي معايير المقارنة الموضوعية الدفترية التاريخية التخصصية الحساب-بنكية، القرآن-حملية لا في أرشيف الأداء ولا أرشيف المنازعات مع القانون، .. ولا شيء يخفى في هذه البلاد كما نعلم خاصة لمن رغبت أنظمة عديدة في استخراج سيئات تسييرية، له لكونه سياسيا معارضا فلم تجد!

يغير كاع أكد حد ادخل كرن للموالاة ماه بتولي الذين بذروا

اما الحديث عن جدوائية الزيارة -هكذا كلاما مرسلا وتجاهلا لتاريخ الأداء العام وللشخص المعني نفسه- وكون مردودها يبرر هذا الاسراف : فذلك يصلح فيه ما نسب للإمام مالك حين وصف له الرقص وقد سئل عن حكمه فقال ما مفاده؛ أيفعل هذا عاقل!

التملاس فن -كما السحر فن في نسقه- لكن منه "الاحرش" ومن شواهده التمثيلية اعتبار منطقية استخدام  وزير  طائرة خاصة في بلد يقضي بعض أهله مرضا لا يجدون عربة نقل لطبيب المقاطعة 

والله للتقن الله أو لتوشكن أن تكون رؤسكم اذنابكم وعقولهم امزجتكم الصرف
لا حول ولا قوة الا بالله

جمعة, 01/10/2021 - 16:15